شكت طالبات من كلية التربية في الجبيل، التابعة لجامعة الدمام، من «ضغوط» يواجهنها من بعض أعضاء هيئة التدريس، اللواتي يحتسبن الطالبة «غائبة»، لمجرد وصولها متأخرة لدقائق عن المحاضرة الأولى في اليوم الدراسي، بسبب «ظروف الطريق». على رغم أن بعضهن يسكن في محافظات بعيدة، مثل: الدمام، والنعيرية، القطيف. وتزايدت الشكاوى خلال الأسبوع الماضي، الذي سُجلت فيه ظروف مناخية «صعبة»، إثر تزايد نشاط الرياح والعواصف المثيرة للغبار. إذ توقفت الدراسة في مدارس التعليم العام ليومين، فيما لم تتوقف الدراسة في الكلية. وأوضحت طالبات في الكلية يسكن في مدينة الدمام، أن خروجهن في وقت باكر يسبب لهن «الأرق»، بسبب «رفض سائقي الحافلات تقديم موعد الخروج، بدلاً أن نخرج من منازلنا في الخامسة والنصف صباحاً، اقترحنا أن نخرج في الخامسة صباحاً، لكنهم رفضوا ذلك»، لافتات إلى أن طلبهن بالتبكير «لتلافي تزايد عدد حالات الغياب، وتخطيها الحد المسموح من قبل إدارة الكلية» بحسب قول الطالبة آلاء يوسف، التي أضافت «لو وصلنا متأخرات خمس دقائق نُحسب غياب، علماً أننا نقدم أعذاراً واضحة، مرتبطة في الظروف الجوية الصعبة، وعدم قدرة السائقين على الوصول بسرعة، وتحديداً الأسبوع الماضي، مع حدوث الغبار، إلا أننا واجهنا صعوبة في إقناع إدارة الكلية بذلك». وتواجه طالبة أخرى المشكلة ذاتها، إذ تم تهديدها بالفصل، في حال تكرار الغياب، فيما أكدت أنها تصل «بعد بدء المحاضرة ب10 دقائق فقط»، مبينة «حاولت إيضاح الأسباب، التي تتعلق في حال الطقس، وتحديداً الغبار، إلا أن إدارة الكلية أكدت أن هذه إجراءات وتعليمات، ولا يمكن التغاضي عنها، لذا فرضت الالتزام في المواعيد»، مضيفة «طالبنا بوضع لائحة بأسماء الطالبات اللاتي يسكنَّ في مناطق بعيدة، ولكن لم نجد تجاوباً معنا». ولا تقتصر المشكلة على طالبات كلية التربية في الجبيل، إذ طالت طالبات في كليتي الآداب والبنات في الدمام. وأبانت طالبات أن صعوبة وصولهن من مناطق بعيدة، إلى مقر الكلية في الدمام، أوقعهن في «مأزق»، أوصلهن إلى «حد الفصل»، ما اضطر بعضهن إلى التقدم بشكوى إلى رئيسة القسم، التي نقلت بدورها الشكوى إلى عميدة الكلية. وتشاطرهم الرأي الطالبة نورة أحمد، التي تقول: «يجب معالجة مشكلة تجاهل إدارات بعض الكليات لأوضاع الطالبات، من جانب إدارة جامعة الدمام، التي يُفترض أن تصدر تعميماً بمراعاة أحوال الطالبات اللاتي يسكن في مناطق بعيدة، ويقطعن مسافات طويلة يومياً، ويتعرضن إلى صعوبات في الوصول، ليس بسبب أحوال الطقس فقط، وإنما لتأخر السائقين أحياناً، الذين يعمل بعضهم في الكلية، ويعمل البعض الآخر سائقين خصوصيين».