القدس المحتلة، باريس - أ ف ب، رويترز – غداة قتل الشرطة الفرنسية المواطن الجزائري الأصل محمد مراح، الذي قتل 4 يهود و3 جنود مسلمين في ثلاثة هجمات نفذها بين 11 و19 الشهر الجاري في تولوز ومونتوبان المجاورة (جنوب غرب)، مدد القضاء توقيف والدته وشقيقه الأكبر عبد القادر وصديقة شقيقه حتى غد الأحد، بحسب اجراءات مكافحة الارهاب. وافادت مصادر قريبة من التحقيق، ان عبد القادر نفى علمه بالخطط الإجرامية لشقيقه، بينما عثرت الشرطة على متفجرات في سيارته وتحدث شهود عن انه اكثر التزاماً ب «الجهاد» من شقيقه. وفيما تواجه الحكومة تساؤلات حول احتمال وجود ثغرات في مراقبة اجهزة الاستخبارات لمحمد مراح، خصوصاً انه زار افغانستان وباكستان، أكد رئيس الوزراء فرنسوا فيون ان «اي عنصر لم يتوافر لتبرير اعتقال محمد مراح» قبل ارتكابه الجرائم، و «لا يحق لنا في دولة تحترم القانون ان نراقب شخصاً لم يرتكب جريمة من دون إذن قضائي». وأضاف: «أنجزت المديرية المركزية للاستخبارات الداخلية عملها بالكامل عبر التعرف على مراح لدى تنفيذه الرحلات في عامي 2010 و2011، وراقبته فترة كافية، قبل ان تستنتج ان لا مبرر للاعتقاد بأنه رجل خطير قد يرتكب جريمة. لقد عاش حياة عادية ولديه سوابق قضائية، لكن ذلك لا علاقة له بكل ذلك». وشدد فيون على ان «الانتماء الى منظمة سلفية ليس جريمة، ولا يجب الخلط بين الأصولية الدينية والإرهاب، على رغم اننا نعلم العلاقات التي تربط الاثنين». وكان مسؤولان أميركيان كشفا اول من امس، ان اسم مراح وضع منذ فترة على لائحة الممنوعين من السفر جواً الى الولاياتالمتحدة. وبعدما استأنف حملته للانتخابات الرئاسية في اورياك (وسط) ليل اول من امس، طرح المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند تساؤلات بعد المعلومات التي كشفت عن مسيرة مراح وشخصيته، وتحدث عن «ثغرة» في مراقبته. انتقادات إسرائيلية على صعيد آخر، انتقد خبراء امن اسرائيليون اسلوب العملية التي نفذتها الشرطة الفرنسية ضد مراح. وكتب ليئور لوتان، الضابط السابق في الوحدات الخاصة والذي يرأس مركزاً لمكافحة الارهاب قرب تل أبيب في صحيفة «يديعوت احرونوت» ان «وحدة النخبة الفرنسية فشلت في استخدام نظام الخداع والإخفاء، وسمحت لمراح بأخذ المبادرة والتي انتهت بقفزه من النافذة». وأشار أوري بارليف، القائد السابق لوحدة كوماندوس في مقال نشرته صحيفة «معاريف»: «لا تتصرف وحدة لمكافحة الإرهاب بهذه الطريقة، ولكن ليس من العادل ان ننتقدهم لأنهم لا يملكون الكفاءة المهنية ولا الخبرة التي جمعناها في محاربة الإرهاب». اما داني ياتوم، الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية «موساد» فأبلغ الإذاعة العامة الإسرائيلية، أنه «لا يصعب إصدار أحكام من بعيد، لأن كل عملية وحدات خاصة مختلفة عن غيرها. ولو تعلق الامر بتوقيف مراح حياً او ميتاً كانوا سينفذون العملية مع إطلاق كثيف للنار». لكن لوتان رأى ان العملية كان يجب ان تكون أكثر وضوحاً، لانهم تعاملوا مع مطلق نار واحد، والهدف لم يكن معقداً: شقة سكنية وهارب واحد، ولا متفجرات ولا رهائن في منطقة ليست معادية او ساحة معركة، بل تسمح لقوات الأمن بالانتشار كما يريدون». واعتبر ياتوم ان اخفاقات الاستخبارات الفرنسية بدأت قبل ان يبدأ مراح قتل الناس في 11 الشهر الجاري، لذا يجب ان يكثف الفرنسيون جهودهم وتغلغلهم الاستخباراتي في الخلايا والمنظمات التي تعمل في الداخل».