توعد تنظيم «القاعدة» في العراق الحكومة بشن المزيد من الهجمات ل «ضرب الخطة الأمنية التي وضعتها استعداداً لاستضافة القمة العربية»، فيما قضى خمسة عراقيين، بينهم امرأة وثلاثة من أطفالها قتلوا نحراً. وانضم نائب رئيس الوزراء المقال صالح المطلك إلى الحملة التي يشنها ائتلاف «العراقية» ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني على الحكومة، فاتهم رئيسها نوري المالكي بالتفرد في الحكم وبعدم القدرة على الإمساك بالأمن. وطالب بعرض الخلافات الداخلية على القمة العربية. وكان بارزاني شن هجوماً على المالكي واتهمه بقيادة العراق إلى الديكتاتورية». وقال: «لقد حان الوقت لنقول كفى»، مهدداً بالعودة إلى طرح مسألة تقرير المصير على الاستفتاء. وقال مصدر في وزارة الداخلية أمس إن «الشرطة عثرت على جثث سيدة وأطفالها الثلاثة (2 و3 و4 سنوات) مقتولين نحراً داخل منزلهم في منطقة الزعفرانية، جنوب بغداد، مكتفياً بالإشارة إلى الاسم الأول (سارة) للسيدة التي قدر عمرها ب25 سنة. إلى ذلك، أعلن مصدر في الشرطة «تعرض منزل أحد قادة الصحوة (حسن عبد) في قضاء المقدادية، شمال شرقي بعقوبة، لهجوم أسفر عن مقتل زوجته وإصابته بجروح بليغة. وأصيب أربعة جنود عراقيين في هجوم استهدف نقطة تفتيش للجيش في منطقة العظيم». وتبنت «دولة العراق الإسلامية» التابعة لتنظيم «القاعدة» الاعتداءات التي ضربت مناطق متفرقة الثلثاء وأدت إلى مقتل أكثر من خمسين عراقياً وإصابة أكثر من 250. وجاء في بيان للتنظيم، نشر على موقع شبكة «حنين» أن «دولة العراق الإسلامية تبنت الهجمات التي ضربت أهدافاً توزعت بين مقرات حكومية ومراكز أمنية وعسكرية». وأوضح البيان: «انطلق أسود أهل السنة في بغداد وباقي ولايات الدولة الإسلامية بصورة متزامنة لضرب الخطة الأمنية التي أعلنتها حكومة المنطقة الخضراء استعداداً لاجتماع الطواغيت العرب في بغداد». وأضاف أن الهجمات أدت إلى «انهيار الخطط الفاشلة على رؤوس أصحابها في سويعات قليلة». من جهة أخرى، أكد المطلك أن «العراق يعيش أجواء أزمات واحتقانات مستمرة منذ سنوات، وليس لديه سياسة واضحة»، وحذر من أن استمرار الوضع الحالي «سيرمي البلاد في المجهول فما نراه وجهة نظر واحدة تمثل أشخاصاً معدودين يريدون البقاء في السلطة على حساب مصلحة الشعب»، مشيراً إلى الخلافات بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان. وشكك بقدرة الحكومة على التصدي لمشكلات العالم العربي، و «هي غير قادرة على حل أزماتها الداخلية». في أربيل، اتهم بارزاني المالكي ب «احتكار السلطة وبث الإرهاب الفكري»، وقال في مناسبة عيد «النوروز» الليلة قبل الماضية إن «العراق يشهد أزمة جدية»، وأضاف: «للأسف هناك ثلة قليلة تحتكر مفاصل السلطة كلها وتبث إرهاباً فكرياً». وأكد أن «الشراكة في السلطة لم يعد لها أي معنى»، متهماً الحكومة ب «خرق الدستور باستمرار وإهمال اتفاقات أربيل من الأساس». وتساءل: «متى حصل وفي أي بقعة من العالم يوجد شخص يجمع في يديه مناصب مثل القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع ووزير الداخلية، ورئيس المخابرات ورئيس مجلس الأمن القومي؟ وقد أرسل أمس رسالة إلى البنك المركزي كي يكون مرتبطاً به أيضاً، ما الذي بقي للآخرين يا ترى»؟ وتابع: «لقد حان الوقت لنقول كفى، لأن العراق يتجه نحو الهاوية، إن فئة قليلة على وشك جرّه باتجاه الدكتاتورية» ودعا إلى تدارك الوضع و «معالجته في فترة قصيرة جداً، وإلاّ فإننا سنلجأ إلى شعبنا»، في تهديد واضح بالعودة إلى طرح الانفصال عن العراق.