تراجع رئيس اقليم كردستان مسعود بارازاني عن اعلان «بشرى» وعد بها الشعب الكردي اليوم في مناسبة اعياد النوروز. وهاجم الحكومة الإتحادية للمرة الثالثة في اقل من اسبوع. اتهم رئيس الوزراء نوري المالكي ب «احتكار» السلطة وبث «الارهاب الفكري»، ودعا القوى السياسية الى خيارين: عقد اجتماع عاجل لتدارك توجه البلاد نحو الهاوية أو اللجوء إلى الشعب لاتخاذ القرار النهائي. وأعلن بارزاني الليلة قبل الماضية عن تأجيل «البشرى» التي وعد الأكراد بها ألى «الوقت المناسب» وأضاف: «كونوا مطمئنين فإن البشرى آتية لا محالة». إلى ذلك، هاجم رئيس الاقليم الحكومة المركزية، واتهمها بخرق الدستور. وحذر من أن «العراق في هذه الأيام يشهد أزمة جدية»، وأضاف: «للأسف ظهرت ثلة قليلة احتكرت مفاصل السلطة كلها وهي تبث إرهاباً فكرياً، وليس ممكناً أن ينتقدها أحد أو يعبر عن رأيه وإلاّ أصابها الهياج وبدأت تتهجم عليه بلا هوادة». وأكد أن «الشراكة في السلطة لم يعد لها أي معنى، إذ يتم خرق الدستور باستمرار الى جانب إهمال اتفاقات أربيل». وانتقد ادارة المناصب بالوكالة متسائلاً «متى حصل وفي أي بقعة من العالم هناك شخص يجمع في يديه مناصب مثل القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع ووزير الداخلية، ورئيس المخابرات ورئيس مجلس الأمن القومي. وأرسل أمس رسالة الى البنك المركزي كي يكون مرتبطاً به أيضاً، ما الذي بقي للآخرين يا ترى؟». وقال عن مصير التحالف الكردي - الشيعي إن «الشيعة مهمشون قبل السنة والأكراد. وهناك فئة تريد أن تُظهر للملأ أن الأكراد هم الذين غيروا موقفهم أو غيروا حليفهم. إن الشيعة الذين نعرفهم هم من اتباع ومناصري الحكيم والصدر، وقد وقفنا إلى جانب بعضنا وسنبقى كذلك»، وأكد التزامه مع «إخوتنا الشيعة، ولكن ليس مع هذه الفئة التي احتكرت كل مفاصل السلطة وإنني متأكد فالشيعة غير راضين بهذا الوضع قبل الأكراد والسنة». وتابع: «لقد حان الوقت كي نقول كفى، لأن العراق يتجه نحو الهاوية، وهناك فئة قليلة على وشك جرّه باتجاه الدكتاتورية. العراق يشهد أزمة جدية، ودوام وضع كهذا غير مقبول بالنسبة إلينا على الإطلاق». ودعا القوى السياسية الى «تدارك الوضع والجلوس معاً في وقت عاجل لوضع الآليات والإسراع في إيجاد حل لهذا الوضع ومعالجته في فترة قصيرة جداً، وإلاّ فإننا سنلجأ الى شعبنا»، في اشارة الى طرح مسألة تقرير المصير بالانفصال. وحض بارازاني كل الاطراف الكردية على «الوحدة تحت مظلة الكردايتي (الحركة القومية الكردية)، خصوصاً اليوم حين نرى أن كردستان تتعرض مجدداً لمخططات وهجمات غير مشروعة من المتربصين، وتنتاب الكثير منهم أضغاث أحلام لإحداث ثغرات في صفوف القوى الكردستانية».