رفعت محطات وقود في محافظة النعيرية بالمنطقة الشرقية سعر البنزين بما يراوح هللتين وثلاث هللات لنوعي البنزين «91» و«95»، وسجلت أسعار البنزين تبايناً في المحطات على رغم أن غالبيتها يوجد داخل الأحياء، ما آثار استياء أهالي المحافظة الذين تساءلوا عن غياب الرقابة على محطات الوقود، واشتكوا من طمس أسعار الليترات على مضخات الوقود. وكانت محطات الوقود بمحافظة النعيرية متقيدة بسعر البنزين المعتمد بالأمر الملكي، الذي حدد سعر البنزين 91 بقيمة 45 هللة، والبنزين 95 بقيمة 60 هللة، إلى وقت قريب، إلا أن بعض محطات الوقود رفعت السعر، ما دفع غالبية المحطات إلى رفعه، في ظل انعدام الرقابة الرسمية. وقال فهد شلاش، وهو أحد سكان النعيرية: «نعاني من تلاعب محطات الوقود الذين يرفعون الأسعار من دون خوف من وزارة التجارة والصناعة التي لا يوجد لديها فرع في محافظة النعيرية. وغالباً ما تكون المحطات مؤجرة على عمال أجانب، وهم من يقومون برفع السعر باسم صاحب المحطة الذي تم استئجارها منه، وهو لا يعلم بذلك». واستدرك بالقول: «بعض أصحاب المحطات السعوديون قاموا برفع السعر مثل غيرهم من المحطات التي رفعت السعر، ولم تجد من يوقع عليهم عقوبة لمخالفتهم السعر، ما جعل المواطن والمسافر في حيرة من أمره»، لافتاً إلى «قلة الرقابة وغياب العقوبات التي تردع أصحاب محطات الوقود من التصرف بشكل مخالف للأنظمة شجع على رفع الأسعار ومخالفة الأسعار الرسمية». من جهته، ذكر المواطن نواف المطيري أن «ظاهرة رفع سعر البنزين بنحو هللتين أو ثلاث هللات للنوعين من البنزين 91 و95، تتزايد يوماً بعد آخر في غالبية محطات النعيرية»، لافتاً إلى «طمس بعض المحطات سعر اللترات، التي أصبحت شائعة عند غالبية محطات الوقود، نظراً لقلة الرقابة الرسمية، ما يتيح للمحطات الغش والتلاعب، خصوصاً في محطات الطرق السريعة». ويشير المواطن جمعان بادي إلى أنه تعرض إلى مشكلات عدة مع العاملين في محطتي وقود في المحافظة، لمفاجأته بالسعر عند تعبئة مركبته بالوقود. وقال: «لا تتجاوز قيمة تعبئة مركبتي 27 ريالاً إذا كانت خالية من الوقود، ولكن في محطتين شهيرتين في النعيرية أجد فرقاً يراوح بين ثلاثة إلى خمسة ريالات، ولا يظهر سعر الليتر على المضخات، لطمسه وعدم وضوحه، وهذا يتكرر في بقية محطات الوقود». بدوره، برر مالك إحدى محطات الوقود (فضل عدم ذكر اسمه) رفع الأسعار بالقول: «إن جميع المحطات تبيع بالسعر ذاته، إلا أن المحطات التي تبيع البنزين 91 بقيمة 45 هللة، وال 95 بقيمة 60 هللة، تجلب الوقود من السفانية القريبة. فيما بقية المحطات التي تأخذ مبالغ أعلى تجلبه من الدمام». ولفت في حديثه إلى «الحياة» إلى أن الإشراف على المحطات تتولاه لجنة مشكلة من المحافظة والشرطة والبلدية. وحاولت «الحياة» الاتصال بالمتحدث الرسمي باسم وزارة التجارة والصناعة، وإرسال رسائل نصية إلى جواله على مدار أسبوعين، إلا أنها لم تتلق رداً منه. يذكر أن السعودية تستهلك ما يزيد على 4 ملايين برميل نفط مكافئ يومياً لتلبية الطلب المحلي، وهو ما يعد من أعلى المستويات الاستهلاكية في العالم، علماً أن المملكة التي تعتبر المصدّر الأول للنفط في العالم تنتج يومياُ قرابة 10 ملايين برميل نفط.