رام الله - أ ف ب، رويترز - بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التطورات السياسية في منطقة الشرق الاوسط، فيما حذر مسؤولون فلسطينيون من ان حل الدولتين في خطر. وصرح نبيل ابو ردينة الناطق باسم عباس «ان الرئيس عباس تلقى اتصالاً هاتفياً من كلينتون وتم الحديث معها عن اجتماع اللجنة الرباعية المزمع عقده الشهر المقبل». وكانت اللجنة الرباعية أعلنت انها ستجتمع في نيسان (ابريل) المقبل في واشنطن. وأشار ابو ردينة الى انه «الاتصال الثاني خلال يومين من قبل الادارة الاميركية بعد اتصال الرئيس باراك اوباما الاثنين الذي بحث عدداً من القضايا السياسية والتطورات في منطقتنا». وأضاف: «ان اتصال كلينتون جاء لمتابعة اتصال الرئيس اوباما» مؤكداً ان عباس «اتفق مع كلينتون على استمرار التشاور والاتصال بين الجانبين بخصوص هذه القضايا». وأوضح «ان المبعوث الاميركي لعملية السلام ديفيد هيل سيصل الى المنطقة قريباً لمواصلة الاتصالات ولنفس الغرض». وكان ابو ردينة صرح بعد المحادثة بين الرئيسين الاميركي والفلسطيني ان عباس اكد «استعداد الجانب الفلسطيني الدائم للعودة إلى المفاوضات إذا ما استجابت إسرائيل لطلب الرباعية بخصوص موضوعي الأمن والحدود». وأضاف ان عباس اشار خلال حديثه الهاتفي مع اوباما الى «النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية والاجتياحات المتكررة الى جانب الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون في الضفة الغربية، في الوقت الذي تفي فيه السلطة بكافة التزاماتها». في غضون ذلك، انتقد مسؤولون فلسطينيون تصريحات احمد قريع، كبير المفاوضين الفلسطينيين السابق، لخروجه عن فكرة «حل الدولتين» الذي قال انه يجري دفنه في التراب بالجرافات الاسرائيلية التي تتسابق لبناء مستوطنات. وأثار قريع جدلاً بإعلانه ان البناء المستمر في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربيةالمحتلة يعني انه قد يصبح من المستحيل الآن تلبية رؤية الاستقلال. ولفت في مقال نشر في صحيفة «القدس» في مطلع الاسبوع الى ان «حل الدولتين ظل متداولاً في سوق الكلام الديبلوماسي وقاعات المواقف اللفظية المرسلة على عواهنها طوال السنة الأولى من زمن حكومة بنيامين نتانياهو قبل أن تعمل الجرافات الإسرائيلية التي كانت تسابق الوقت لدفن هذا المشروع في تراب مشاريع الاستيطان الهائلة داخل مدينة القدس وفي محيطها الواسع وتقضي عليه الحفريات المتواصلة تحت أساسات المسجد الأقصى». وأضاف قريع «قد يكون حل الدولة الواحدة على رغم كل ما يستبطنه من مسائل خلافية وإشكاليات لا حصر لها واحداً من الحلول التي يحسن بنا إثراءه في إطار حوار داخلي رصين». وتبرأ مسؤولون فلسطينيون من الفكرة، مؤكدين انه رغم المفاوضات المتعثرة فإن كل الجهود ما زالت تركز على انشاء دولة على الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 تكون القدسالشرقية عاصمة لها. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف «هذا هو المسار الوحيد الذي يحظى بتأييد دولي ويفهم ان هناك املاً معقولاً في تحقيقه». وأضاف «اذا كنا نناقش حل الدولتين على مدى 40 عاماً فاننا سنحتاج الى 40 عاماً اخرى لبحث الدولة الواحدة». وكسبت فكرة حل دولة واحدة نقاطاً بين بعض الباحثين والناشطين في السنوات الاخيرة الذين قالوا انه بعد سنوات من المحادثات غير المثمرة الى حد كبير سيكون من الافضل للفلسطينيين ان يتم استيعابهم في اسرائيل ومنحهم مواطنة كاملة. غير ان مسؤولين اسرائيليين والغالبية العظمى من الرأي العام الاسرائيلي يرون ان اقتسام حكومة ودولة مع الفلسطينيين سيدمر الطبيعة اليهودية لدولتهم. ومع الالتزام بفكرة حل الدولتين فان الحكومة الفلسطينية حذرت مراراً من ان استمرار الوضع القائم قد يجعل قيام دولة فلسطينية في المستقبل مستحيلاً، خصوصاً ان استمرار بناء المستوطنات والاعتماد الاقتصادي قد يعرضان للخطر قابلية تطبيق حل الدولتين الذي كان لفترة طويلة مشروع الحل الوسط. وقبل مؤتمر المانحين في بروكسيل أمس، الذي يسعى فيه مسؤولون فلسطينيون الى مساعدة اقتصادهم المتداعي، وصف رئيس الوزراء سلام فياض الازمة بأنها تهديد خطير لبناء دولة. وقال فياض في بيان انهم يأخذون في الاعتبار الحاجة لأن تستمر القوة الدافعة نحو السيادة وابقاء احتمالات حل الدولتين حية.