جددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الثقة بإمكان التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين، معتبرة ان الخطة التي أُعلن عنها اخيراً للبناء الاستيطاني في القدسالشرقية «مخيبة للأمل وذات تأثير معاكس» على عملية السلام، معلنة منح مبلغ 150 مليون دولار من المساعدات للسلطة الفلسطينية، في وقت طالب الرئيس محمود عباس بعقد جلسة عاجلة لمجلس الامن للبحث في استمرار النشاطات الاستيطانية في القدس والضفة الغربية. وقال الناطق الرئاسي الفلسطيني نبيل ابو ردينة لوكالة «رويترز» امس ان «الرئيس أصدر تعليماته لمراقب فلسطين في الاممالمتحدة لطلب جلسة عاجلة لمجلس الامن من أجل البحث في موضوع الاستيطان المستشري في القدس والضفة الغربية». في هذه الاثناء، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية، عشية لقائها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم في نيويورك حيث تنتظر منه «ايضاحات وأجوبة» في شأن خطة بناء 1300 وحدة سكنية في القدسالشرقية، ان «هناك خيبة أمل عميقة لدى الولاياتالمتحدة من الاعلان عن المضي ببناء وحدات سكنية جديدة في مساحات حساسة في القدسالشرقية». وأضافت، في مؤتمر عبر الفيديو مع رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض أمس، أن «الاعلان يأتي بتأثير معاكس على جهودنا لاستئناف المفاوضات بين الأطراف... حضينا الطرفين ومنذ فترة على تفادي أفعال تحجم الثقة، بما في ذلك في القدس». وتعهدت كلينتون العمل باتجاه العودة الى المفاوضات التي توقفت في 26 أيلول (سبتمبر) مع رفض نتانياهو تمديد التجميد الاستيطاني الجزئي، وقالت: «ما زلنا نعمل على استئناف المفاوضات في هذه المسألة (الاستيطان) وباقي قضايا الحل النهائي... وما زلنا نعتقد أن نتيجة ايجابية (للمفاوضات) هي ممكنة وضرورية... الاستشارات مستمرة على جميع الجهات، ونحن مثابرون». كما أعلنت كلينتون تقديم مبلغ 150 مليون دولار للحكومة الفلسطينية، مشيدة بجهود فياض في بناء المؤسسات والبنى التحتية في الضفة الغربية. وتقدر المساعدات الأميركية للسلطة منذ عام 2004 ب 400 مليون دولار في العام، ما يشكل ستة أضعاف المساعدات في التسعينات. وشكر فياض الادارة الأميركية وتوقع استعداداً مؤسساتياً لبناء الدولة الفلسطينية مع حلول عام 2011. وفي وقت لاحق، اجتمعت كلينتون مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وبحثا المخارج الممكنة للعودة الى المفاوضات. وفيما أبدت واشنطن تفاؤلا الأسبوع الماضي بحصد تنازل من نتانياهو قبل انتهاء مهلة السلطة الفلسطينية خلال أسابيع، زادت خطة البناء من التعقيدات أمام الادارة ومن التشنج بين زعيم «ليكود» والحليف الأميركي. وكان نتانياهو رد على انتقادات الرئيس باراك اوباما للخطط الاستيطانية الجديدة، بالقول ان «القدس خارج أي نقاش في شأن الاستيطان». وتضاربت امس القراءات الصحافية الإسرائيلية للتصعيد في تصريحات نتانياهو، وفيما اعتبرها البعض محاولة مكشوفة من نتانياهو لامتحان قدرات اوباما في أعقاب فوز الجمهوريين بغالبية أعضاء الكونغرس الموالية لإسرائيل، رجح آخرون بأن نتانياهو يريد تحقيق «رزمة امتيازات أميركية استراتيجية» لإسرائيل أفضل من تلك التي اقترحتها واشنطن قبل أكثر من شهر لقاء تجميد البناء في المستوطنات لشهرين آخرين أو ثلاثة. وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن نتانياهو قد يعود إلى العاصمة الأميركية أواخر الشهر أو مطلع الشهر المقبل للقاء اوباما «ليبلغه استعداده الإعلان عن فترة جديدة لتجميد البناء في مستوطنات الضفة لشهرين أو ثلاثة». وتابعت أن اتصالات تجري في الأيام الأخيرة بين واشنطن وتل أبيب لدعوة نتانياهو لزيارة البيت الأبيض للقاء مع اوباما بهدف التوصل إلى تفاهمات جديدة في شأن تجميد البناء في المستوطنات.