«التليفون» كلمة بدأنا ننساها مثل غيرها من الكلمات والمصطلحات التي عايشناها سنوات طويلة، ثم طويناها في غياهب النسيان. أعتقد أننا «بتنا» لا نتذكر الدور الكبير الذي كان التليفون يلعبه في حياتنا، فمن منا لا يعرف هذا الصديق الذي عاش معنا كل تفاصيل حياتنا العامة والخاصة. «التليفون» الذي عمل بكل إخلاص مع كل من استخدمه فهو جهاز لا يكذب أبداً، بل يوصل الرسالة بكل أمانة كما هي من دون أي تزييف، وهذا أمر نادر جداً في هذا الزمان. «التليفون» صاحب الدور الكبير في رياضتنا، الذي لا يمكن لنا أن ننكره، فواقعنا الرياضي يعتمد عليه بأشكال متنوعة ومختلفة، فهناك رؤساء يديرون أنديتهم من خلاله بعد أن استغنوا عن الحضور لمقرات الأندية بشكل منتظم، واكتفوا بالاتصال عبر «التليفون»، متجاهلين أن الحضور للنادي واجب على المسؤولين الذين نالوا الثقة من الجماهير، وأعضاء الشرف للقيام بواجبات النادي والوقوف على أحواله، فهناك العديد من القضايا اليومية التي تستوجب حضور الرئيس، لكن بعض «الرؤساء» اكتفوا بالاطلاع على الأمور من خلال «التليفون»، الذي يكتفى بإيصال حديث المتصل بالتفاصيل «المنقولة» لكنه بالطبع لا يقوم بتوصيل «الصورة». ليس هذا فحسب، ف«التليفون» موجود في بعض لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم، إذ إن هناك اجتماعات كثيرة تُعقد، ويتم خلالها اتخاذ قرارات عبر اجتماع «تليفوني»... وحدثت مثل هذه الاجتماعات سابقاً باعتراف صريح من بعض أعضاء اللجان، والحقيقة ان هؤلاء لا يلامون فيه وحدهم، فهم أعضاء متطوعون والدخل الذي يأتيهم من الاجتماعات لا يكاد يذكر لذلك، فلا غرو أن أعمالهم الخاصة سيكون لها الأولوية على الأعمال «التطوعية» الأخرى... واعتقد ان هذا رأي الاغلبية منهم... ولكن تحت كل الظروف يبقى السؤال قائماً: هل الاجتماعات التليفونية أمر سليم؟! أيضاً هناك مسؤولون في بعض الاندية يستخدمونه «التليفون» للاتصال بالمدربين خلال سير المباريات «ليقترحون» عليهم بعض تبديلات اللاعبين، وهذه أمور لا يعترف بها مسؤولو الأندية فهم يؤكدون على الدوام أن الامور الفنية متروكة بين أيدي المدربين... وبما أن «التليفون» جهاز أمين لا يتحدث عما يدور بين «المتصلين»، فأنا أؤكد وعلى مسؤوليتي الشخصية أن هذا الأمر موجود وأتمنى أن يختفي. كل ما ذكر أعلاه «كوم» واتصالات المسؤولين بالبرامج الرياضية «كوم»، ف«التليفون» يقف عاجزاً أمام تلك «الاتصالات». عموماً هناك الكثير من الممارسات الإيجابية والسلبية في رياضتنا يتصدى لها «التليفون»، وهذا ما يؤكد دوره البارز في الرياضة السعودية، الذي لا ينكره أحد. اخيراً أحب أن أوضح أن أكثر من 80 في المئة من دخل الأندية الرياضية يأتي من خلال شركات «التليفون»... ولكن السؤال الذي لم أجد له إجابة: ماذا لو قررت هذه الشركات إقفال الخط في وجه «الرياضة»؟... مجرد تساؤل! [email protected]