ربما هي المرة الأولى التي تعلن فيها إدارة أحد الأندية المحلية استقالتها، ومع ذلك فاوضت مدرباً أجنبياً، وأنهت التعاقد معه ليتولى تدريب فريق كرة القدم الأول بالنادي. هذا ما حدث مع إدارة نادي الاتحاد، ورئيسها المستقيل، الدكتور خالد المرزوقي، إذ تزامن وقت مغادرتها للنادي بعد عام واحد فقط - تبقى ثلاثة أعوام - مع حضور المدرب البرتغالي الخبير بالكرة العربية مانويل جوزيه إلى جدة، وظهوره في مؤتمر صحافي. أفهم أن تكاليف التعاقد لم تدفعها الإدارة المستقيلة، ولكنني أرى أنه من الإنصاف أن يشكر الاتحاديون الدكتور المرزوقي، وإدارته، واللجنة المكلفة بتسيير أمور النادي، وهم أعضاء في مجلس إدارته برئاسة الأمين العام للنادي، الزميل والصديق، الإعلامي السابق محمد اليامي، والشاب المنظم المهندس فراس التركي. فلولا هذه الإدارة واتصالاتها، وحرصها على إنهاء أمور التعاقد مع المدرب قبل الدخول في نهائيات كأس العالم، إذ تبقى الفرص ضئيلة، والوقت غير كاف، لما حضر المدرب الجديد في هذا التوقيت المناسب، على رغم أن إدارة جديدة ستأتي، ولكن متى ستأتي، ومتى ستبدأ عملها؟ هنا، وبهذا الفعل، والعمل النموذجي، يؤكد الدكتور خالد المرزوقي أن همه الرئيسي كان الاتحاد، ولم يكن كرسي الرئاسة، كما فعل غيره في ناديه وفي أندية أخرى، والأمثلة كثيرة ولا حصر لها، وإلاّ فكان بمقدوره أن يترك النادي مديوناً، ويتركه بلا مدرب، ويغادر إلى منزله، ويترك لافتة على أسوار النادي تقول: «آخر زيارة». والدكتور خالد المرزوقي هو منصف رؤساء الأندية الذين ينطبق عليهم المثل القائل «جاء يطل وغلب الكل»، فقد فعل في عام واحد فقط، مالم يفعله رؤساء أندية أكملوا فترتهم الرسمية، وهي أربعة أعوام، ولم يضيفوا شيئاً، بل إن السخط كان يطاردهم أينما حلوا، أو ارتحلوا. أعرف الأسباب التي أدت إلى استقالة الدكتور المرزوقي، وإصراره على موقفه الرافض للاستمرار، على رغم المطالبة ببقائه من بعض المخلصين الذين لمسوا الجهد والعمل الذي بذلته إدارته في وقت قصير، وشعروا بالظلم، وقساوة النقد الذي تعرض له شخصياً من بعض المنتسبين للنادي، شرفيين وإعلاماً. أما أنا فأشعر أن هناك شخصيات رياضية، تعشق الرياضة وتخلص في العمل لها، ولكنها جاءت في غير وقتها، ولذلك لم تستمر، ولن تستمر، طالما ظل المفهوم السائد لدينا، والمعيار الحقيقي للنجاح هو ماذا حقق رئيس النادي من بطولات، وكم مليوناً من الريالات أدخل في خزينة النادي، من دون النظر إلى ما فعله من تحسين لصورة النادي الداخلية والخارجية. لكنني على قناعة تامة بأن عودة الدكتور خالد المرزوقي للاتحاد، والدكتور أيمن فاضل للأهلي ستأتي مع مرحلة الانتقال إلى خصخصة الأندية في القريب العاجل إن شاء الله، لأن الأول طبيب قلوب، والآخر أستاذ الاقتصاد وخبير مالي، ورياضتنا في حاجة للاثنين. [email protected]