قمة حركة عدم الانحياز في شرم الشيخ المصري هي الخامسة عشرة للحركة التي تأسست بالتزامن مع انهيار النظام الاستعماري في أوج الحرب الباردة بين قطبين تصارعا على النفوذ وأوجدا حالة عالية من الاستقطاب. كان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء الهندى جواهر لال نهرو والرئيس اليوغوسلافي جوزيف تيتو والرئيس الأندونيسى أحمد سوكارنو الآباء المؤسسين للحركة التي شاركت فيها 29 دولة حضرت مؤتمر باندونغ عام 1955 الذي اعتبر أول تجمع منظم لدول الحركة التي حظيت بدفعة قوية أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1960، حين انضمت اليها 17 دولة أفريقية وأسيوية. وعقدت الحركة مؤتمرها الأول في بلغراد عام 1961 بحضور ممثلي 25 دولة ثم توالى عقد المؤتمرات ووصل عدد أعضاء الحركة الآن إلى أكثر من 116 دولة وفريق رقابة مكون من 17 دولة و 7 منظمات. وليس للحركة هيكل مؤسسي واضح المعالم، إذ حرص مؤسسوها على إعلانها كحركة وليس منظمة، تفادياً لآثار «البيروقراطية». وركزت الأهداف الأساسية على تأييد حق تقرير المصير، والاستقلال الوطني، والسيادة، والسلامة الإقليمية للدول، ومعارضة الفصل العنصري، وعدم الانتماء للأحلاف العسكرية المتعددة الأطراف، وابتعاد دول حركة عدم الانحياز عن التكتلات والصراعات بين الدول الكبرى، والكفاح ضد الاستعمار بأشكاله وصوره، والكفاح ضد الاحتلال، والاستعمار الجديد، والعنصرية، والاحتلال والسيطرة الأجنبية، ونزع السلاح، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتعايش بين جميع الدول. وإزاء انتفاء الغرض من تأسيس الحركة وهو الابتعاد بدولها عن سياسة الاستقطاب طورت الحركة من أدائها وأهدافها لتصبح أقرب إلى تجمع «جنوب - جنوب» يدافع عن مصالح الدول النامية.