أظهرت لوحات رسمها الأطفال النازحون من محافظة أبين اليمنية تأثير أهوال معارك القتال التي عايشوها قبيل نزوحهم مع عائلاتهم الى مدينة عدن الجنوبية، واستمرار حضور أحداث العنف والدمار في ذاكرتهم. وبينت عشرات اللوحات، رسمها مجموعة من أطفال العائلات النازحة، في مرسم مفتوح نظمه لهم مركز "عاد" للطفولة والشباب بالتعاون مع مؤسسة "بيت النور" في عدن، استمرار تأثيرات مشاهد القتال والدمار في مخيلات الاطفال وحضورها في ذاكرتهم ومدى حنينهم إلى الديار. وجسدت لوحات، طغى عليها اللون الاحمر، مشاهد لمناطقهم التي هربوا منها، تنوعت بين منازل سليمة وأخرى طاولها الخراب والتدمير، ورجال ونساء يعملون في مزارع وحيوانات أليفة وداجنة من حولهم، إضافة الى مدارس ومساجد ومناظر طبيعة. وقال الناشط عاد نعمان أن الرسوم المنجزة تظهر مدى "الرضوض" النفسية التي خلفتها المعارك في نفوس الأطفال، كما تعكس حنينهم ورغبتهم بالعودة إلى الديار، مؤكداً أهمية ممارسة الأطفال للرسم باعتباره وسيلة للتعبير عن أنفسهم، وعما يفكرون به، بقدر ما هو إبداع ووسيلة لتهذيب الروح والعقل. وأدى القتال الشرس التي تشهده محافظة ابين الجنوبية منذ ما يزيد عن عام بين القوات الحكومية وجماعات اسلامية متشددة، يشتبه بانتمائها لتنظيم القاعدة، الى قتل وجرح مئات الاشخاص وتدمير عشرات المنازل وتهجير مايزيد عن 150 الف شخص. ويعيش عدد كبير من العائلات النازحة في كثير من مدارس عدن. ويعاني الاطفال النازحون نقصاً في الغذاء والخدمات الأساسية كما يفتقرون إلى بيئة اللعب واللهو، كما للرعاية النفسية اللازمة.