أية لغة هذه التي يتحدث بها بعض السعوديين المحسوبين على الإعلام الرياضي، أو كانوا بصفتهم العملية كمسؤولين في المؤسسة الرياضية عن الإعلام الرياضي؟ لقد وصل بنا حالنا إلى أن ينشر هؤلاء غسيلنا خارج حدودنا، فقدموا الوجه القبيح للإعلام الرياضي، وكأننا نصرّ إصراراً على تطبيق ذلك المثل الدارج «اللي ما يشتري يتفرّج»! والحقيقة أنني استطيع تهنئة الدكتور حافظ المدلج، ومن سار في ركبه، بما وصلوا إليه من «فتح عظيم»، بحكم أنهم جعلونا «فرجة» لبرامج الفضاء في الدول الشقيقة! بأي حق يتحدث «الدكتور» عن الإعلام الرياضي، وهل أعطاه مقالاً أسبوعياً الحق في التحدث عن الإعلام الرياضي بهذه الطريقة التي لا يمكن تفسيرها، إلاّ بأنها ناتجة عن «شيء في نفس الدكتور»، مع اعترافنا بأن الإعلام الرياضي مثله مثل غيره يضم الجيد والرديء! ليعلم الدكتور أنه حينما يشير إلى الإعلام الرياضي بأنه مسبوق الدفع في إشارة إلى بطاقات الهاتف مسبوقة الدفع، دونما تحديد ، فإنما يوجه اتهاماً مباشراً ل«كل» إعلامي رياضي سعودي بأنه مرتش، وهو واحد منهم! هل يريد الدكتور حافظ المدلج، وهو أحد الذين أفقدونا نصف المقعد في دوري أبطال آسيا، أن يقنع الوسط الرياضي أن عدم تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا، وعدم قدرته على تجاوز الدور الأول من تصفيات المونديال المقبل، سببها الإعلام الرياضي؟ إذا أردت يا دكتور أن تقنع الناس بما تريد فحدثهم بما يعقل، وقل ما لك وما عليك، وكن شجاعاً وتحدث - أنت - عن دورك الذي لعبته في تراجع الكرة السعودية، خصوصاً أنك صاحب مناصب عدة، ولديك صلاحيات واسعة في التخطيط لكرة القدم السعودية؟ ومع شديد الألم، فإن كل من استمع لكلام «الدكتور» وانفرط ضاحكاً، لم يكن يضحك من شجاعة ولد المدلج - الذي اعترف بأنه ليس شجاعاً -، ولكنه كان يضحك على الدكتور وعلى الإعلام الرياضي السعودي، الذي يعتبر «الدكتور» أحد المحسوبين عليه! إذا كان الدكتور حافظ يعرف كما يقول واحداً، أو اثنين، أو ثلاثة، ولديه ما يعزز به كلامه الفضائي، فماذا عن مئات الإعلاميين الرياضيين الآخرين الشرفاء، والمستقلين، وأصحاب الرأي الحر؟ هل يكفي هؤلاء أن يخرج إليهم الدكتور المدلج في البرنامج الذي تحدث منه، ليقول لهم «آسف»، وهل سيرضى الإعلام الرياضي النزيه بعبارة اعتذار تخرج من فم الدكتور؟ أم أن المطلوب أن يعتذر «الدكتور» عن كل مناصبه، ويترك الوسط الرياضي لأهله؟ ومع أنني لست قارئاً جيداً للنوايا، إلاّ أنني أكاد أجزم أن حافظ المدلج أراد مما قاله في برنامج المجلس، أن يظهر بصورة الناقد الذي يريد أن يصنع الإثارة، ليصفه الناس ب«المثير»! وحتى وإن نجح في هدفه في استعراض إمكاناته اللفظية والهجومية، إلاّ أنه سقط في امتحان القدرات الفكرية، على رغم أنه يحمل شهادة الدكتوراه! [email protected]