قتل امس مواطن أميركي يعمل نائباً لمدير «المعهد السويدي للغات» في محافظة تعز اليمنية (جنوب صنعاء) برصاص مسلحيْن من تنظيم «القاعدة» كانا على متن دراجة نارية، بعد ساعات قليلة على سلسلة غارات جوية وقصف بحري نفذتها طائرات وبوارج حربية أميركية في البحر العربي وخليج عدن على مواقع لمسلحي التنظيم في مديرية جعار وضواحي مدينة زنجبار بمحافظة أبين (جنوب) وأسفرت عن مقتل وجرح عشرات المتشددين واشتعال حريق يعتقد أن مصدره مستودع للأسلحة والذخائر. وأعلن «القاعدة» مسؤوليته عن قتل المدرس الأميركي، وقال في بيان وزع عبر رسائل نصية بالهاتف الجوال إن قتله يأتي على خلفية «نشاطه التنصيري» في محافظة تعز، وأشار إلى أن «المجاهدين قتلوا احد المنصرين الأميركيين في تعز، رداً على الحملة التنصيرية التي يشنها الغرب على أبناء المسلمين في اليمن». وقال شهود في المدينة إن مسلحيْن كانا يستقلان دراجة نارية أطلقا الرصاص على الأميركي بينما كان يقود سيارته على الطريق الدائري في المدينة، ولاذا بالفرار. وقالت السلطات الأمنية إنها تلاحق القاتلين وتجري تحقيقاً لمعرفة ملابسات الحادث. وأكدت مصادر محلية في أبين ل «الحياة» مقتل 16 على الأقل من مسلحي «القاعدة» وإصابة 13 آخرين بجروح خطرة. وقالت إن طائرات حربية أميركية شنت غارتين على مناطق انتشار المسلحين، أصابت إحداهما منازل في ضواحي مدينة جعار، في حين استهدفت الثانية سيارتين كانتا متوقفتين في سوق للمدينة. وأضافت أن قصفاً بحرياً استهدف ضواحي زنجبار، عاصمة أبين التي يسيطر عليها مسلحو «القاعدة» و»أنصار الشريعة» منذ أواخر أيار(مايو) الماضي، وأكدت إن البوارج الأميركية في خليج عدن قصفت بالصواريخ الضاحية الشمالية الشرقية لزنجبار. وفي حين أبدت السلطات اليمنية قلقها من استهداف الرعايا الأجانب في اليمن من قبل «القاعدة»، تارة بالقتل وطوراً بالخطف بهدف الحصول على فدية مالية، كشفت مصادر قريبة من التنظيم ل «الحياة « إن المواطنة السويسرية سيلفاني أبراهاردن التي تعمل مدرسة في معهد لتعليم اللغات وخطفت الثلثاء الماضي من مدينة الحديدة (غرب) موجودة لدى «القاعدة». وقالت المصادر إن عناصر التنظيم خطفوا السويسرية ونقلوها إلى محافظة شبوة (شرق) بهدف مقايضة الإفراج عنها بمبلغ مالي كبير أو بإطلاق عدد من سجناء «القاعدة» في سجون السلطات اليمنية. وكانت وزارة الخارجية السويسرية أعلنت أنها أخطرت من قبل السلطات اليمنية بأن مواطنة سويسرية خطفت في الحديدة وأن فريقاً لإدارة الأزمات يتولى متابعة القضية. وقالت إن مسؤولين سويسريين على اتصال بالجهات المعنية في اليمن، وإن وزارة الخارجية تبذل كل ما في وسعها لتضمن الإفراج عنها. وهذه ثاني عملية خطف ينفذها «القاعدة» خلال عام تقريباً بعد خطف ثلاثة فرنسيين (رجلين وامرأة) في أيار الماضي كانوا يعملون مع منظمات إنسانية في حضرموت. وتم إطلاقهم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بعد معلومات غير مؤكدة بحصول التنظيم على فدية مالية تقدر بنحو 6 ملايين يورو عبر وسطاء يمنيين. ونقل الرهائن الثلاثة بعد إطلاقهم إلى سلطنة عمان دون علم الحكومة اليمنية.