قالها الملك، قالها الرجل الصالح، قالها القائد المؤمن، قالها صاحب العقيدة، قالها رجل السلام، قالها داعي الحوار بين أتباع الديانات، قالها عبدالله بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، إي والله قالها أبو متعب: «من دون الشعب السعودي أنا لا شيء»، يا لها من جملة، بل قال أبعد من ذلك قال «ما حدث في العالم العربي خلفه أيادٍ لا تخفى عليكم تستهدف الإسلام والعرب»، كلمات عفوية نبعت من قلب صافٍ، تربى على العقيدة والإيمان في كنف والده المؤسس، رحمه الله، قلب مشرئب بالحب العميق لشعبه وأمته، ملك يحترق ألماً لما أصاب عالمنا العربي من جراحات وويلات، ويشع أملاً في مستقبل بلده وشعبه، يبث مشاعر الاطمئنان بين فئاته، على رغم ما يدور حوله من ثورات واضطرابات، مرجعاً ذلك لتكاتف أطياف المجتمع وتمسك الدولة بالإسلام عقيدة وشريعة، ومثمناً التفاف الشعب حول قيادته، وعدم الانسياق للدعوات الهدامة من دعاة الفتن والشر الحاقدة على هذه البلاد. ما يهمني في هذه المقالة، تأكيده على أن الأيادي الشريرة الخفية على الإسلام موجودة، وأريد أن أقف عند هذه الجزئية لأهميتها في نظري، ذلك أن البعض في أطروحاته التي تتناول رأياً مضاداً في بعض القضايا محل الجدل في المحيط، أو أفكاراً مناوئة للتقاليد والأعراف، أو دعوات لإثارة البلبلة والتأليب هنا وهناك، وتواجه استنكاراً وشجباً من البعض الآخر، كونها - في نظر هذا البعض على الأرجح - قد تكون من المؤامرات على الإسلام، أو على الوطن أو قيادته، ما يستلزم التنبه وأخذ الحيطة، عندئذ يهب نفر، ممن يُهوِّن الأمور ويسخر من التحذيرات والنصائح الصادقة التي تصدر أحياناً من علماء معتبرين، ويعتبر هذا البعض، هؤلاء الحريصين على الدين والوطن وقيادته، قد سلكوا طريق التهويل المنتهي إلى طريق التأخر عن الركب بزعمهم، لقد وصل هؤلاء «المفرطون»، إن صحت الكلمة، إلى تصديق مزاعمهم الواهية، فصدقوا الكذبة وصدقها الأتباع، وانساق خلفهم الرعاع. اليوم والشعب عن بكرة أبيه ومعه العالم أجمع، يشاهد ويستمع لكلمة خادم الحرمين الشريفين محاطاً بثلة من المثقفين والإعلاميين، أثناء استقباله للمشاركين والمشاركات في اللقاء الوطني التاسع للحوار الوطني، الذي اختتم في حائل تحت عنوان «الإعلام السعودي الواقع وسبل التطوير... المنطلقات والأدوار والآفاق المستقبلية»، ماذا عسى هؤلاء قائلون؟ وهم يستمعون لنصيحة قائد الأمة وهو يضع النقاط على الحروف ويقول كلمته الفصل في هذه الجزئية التي يتجاذبها البعض، بين مدعٍ ومكذبٍ لوجود هذه الأيدي الخفية، على سبيل التخدير والتهوين، هل لدى هؤلاء شك في نصيحة الملك؟ كلا! فالأخبار والتقارير هي بين يدي الملك، لحظة بلحظة، أظن أن المطلوب من هؤلاء ضرورة إعادة النظر في تفكيرهم في هذه الجزئية المهمة، ولا أخالهم إلا متوقفين عندها ومراجعتها بحس وطني، حتى لا تتسع الهوة بين الجميع، لتتحقق في ذلك الغايات النبيلة، من التئام الكلمة وتوحيد الصف في وجه كل عدو متربص. أعتقد أن هذه المرحلة العصيبة تستلزم منا، باعتبارنا مواطنين - تهمنا مصلحة الوطن - أن نكون أكثر وعياً وحرصاً على وطننا وقيادتنا التي هي في الحقيقة مصدر عزنا واستقرارنا، بعد الله، والزمن كفيل بإخبارنا بما خلفته وتخلفه الدسائس والمؤامرات والتراشقات في المجتمعات، من فتن ومصائب واختلافات، يستغلها المتربصون الأشرار والعملاء الحاقدون، في بث دواعي الفرقة والوقيعة والفتنة، وما أحرانا أن نكون يداً واحدة مع قيادتنا الرشيدة، وندحر كل بوق ملوث ينقل لنا من أوكاره في الخارج، أخباراً تحريضية مزيفة، وليكن ما يجري حولنا من اضطرابات وثورات وقلاقل وقتل وتشريد، عبراً ودروساً مستفادة، تزيدنا قوة وترابطاً والتفافاً حول ولاة أمرنا، لعل الله يرحمنا ويلطف بحالنا ويكبت عدونا، أقولها بصراحة، نعم قالها الملك، ولنبتعد عن «التهويل والتهوين»، والسعيد من وعظ بغيره... ودام عزك يا وطن. dr-al -jwair@ hotmail.com