لندن، باريس، نيويوركبيروت، أنقرة، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب، أ ب - قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الخميس إن قوات الأمن السورية تستخدم «سياسة الأرض المحروقة» في جميع أنحاء البلاد في محاولة لسحق التمرد المستمر منذ عام. وأضافت في بيان: «مدينة بعد مدينة وبلدة بعد بلدة تستخدم قوات الأمن السورية وسائلها للأرض المحروقة بينما تلجم الصين وروسيا مجلس الأمن الدولي». وعن الوضع في إدلب شمال غربي البلاد، المدينة التي سيطرت عليها القوات النظامية الأربعاء، نقلت المنظمة «شهادات تتحدث عن دمار كبير وعدد كبير من القتلى والجرحى من المدنيين في عمليات القصف». وأوضحت أن ناشطين سوريين أعدوا لائحة أولى تتضمن أسماء 114 مدنياً قتلوا خلال الهجوم على إدلب. وأضافت، نقلاً عن سكان، أن القوات الحكومية أطلقت النار من دون تمييز على المنازل والناس في الشوارع ثم «قامت باعتقالات بعدما فتشت البيوت بيتاً بيتاً ونهبت مباني وأحرقت مساكن». ودعت «هيومن رايتس ووتش» إلى عرض القضية على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الخميس انه تم العثور على 23 جثة قرب إدلب عليها آثار «تعذيب شديد». وقال في بيان: «عثر صباح الخميس على 23 جثة قرب مزرعة وادي خالد غرب مدينة إدلب تم التعرف إلى 19 منها حتى اللحظة وظهرت عليها آثار التعذيب الشديد». وأشار إلى أن «الجثث كانت معصوبة العيون ومقيدة اليدين وتم قتلهم جميعاً بعيارات نارية». وسقط خمسة قتلى الخميس في أعمال عنف في محافظة إدلب التي شهدت عمليات عسكرية مكثفة خلال الأيام الماضية قتل فيها العشرات. وقتل ثلاثة مواطنين في معرة حرمة وخان شيخون إثر إطلاق رصاص من القوات السورية، بحسب المرصد الذي كان أشار صباحاً إلى مقتل مواطنين «اثر إصابتهما بإطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية في بساتين مجاورة لبلدة كفرنبل» الواقعة في ريف إدلب. ويسيطر الجيش السوري سيطرة كاملة منذ مساء الثلثاء على مدينة إدلب، بعد هجوم استغرق أربعة أيام ودفع «الجيش السوري الحر» إلى الانسحاب، بحسب ما أفاد ناشطون في المدينة. وجاءت السيطرة على إدلب بعد أسبوعين من دخول حي بابا عمرو في مدينة حمص الذي تعرض قبل الاقتحام لحملة قصف عنيفة على مدى أربعة أسابيع تقريباً من قوات النظام. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «الجهات المختصة اشتبكت الأربعاء مع فلول من المجموعات الإرهابية المسلحة في أحراج وكهوف البارة في جبل الزاوية (محافظة إدلب) ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين ومصادرة أسلحتهم». كما أفادت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطة أمس أن وحدات الجيش وحفظ النظام «أنهت عمليات التفتيش والبحث عن المطلوبين في أحياء مدينة إدلب خصوصاً الشمالية والشمالية الشرقية، حيث تركزت المجموعات المسلحة قبل انسحاب معظمها من هذه الأحياء». وأضافت: «كما تمكنت وحدات الجيش من السيطرة على عدد من المدن والقرى في مناطق إدلب وأريحا وجبل الزاوية وتمكنت من قتل وإلقاء القبض على العشرات من المسلحين والمطلوبين وذلك بعد شهور من الملاحقة والاشتباكات المسلحة». في ريف دير الزور (شرق) قال المرصد: «إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي السوري ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة مو حسن تستخدم خلالها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف». وأشار المرصد إلى أن ذلك حدث «اثر مهاجمة المجموعات المنشقة لمراكز الجيش النظامي في المدينة». وفي باريس أعرب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه مجدداً أمس عن رفضه تسليح المعارضة السورية حرصاً على عدم التسبب بحرب أهلية في البلاد. وقال جوبيه في حديث إلى إذاعة «فرانس كولتور» إن الشعب السوري «منقسم جداً وإذا سلحنا فصيلاً معيناً من المعارضة السورية فأننا سنتسبب بحرب أهلية بين المسيحيين والعلويين وبين السنة والشيعة»، مؤكداً أن هذا «سيمثل كارثة أكبر مما هو قائم اليوم». وأضاف أن روسيا، التي تعرقل أي مبادرة في مجلس الأمن في شأن سورية «تعتمد حساباً خاطئاً على المدى المتوسط» وأن روسيا تنتقد التدخل في ليبيا و تعتبر «أننا ذهبنا أبعد من المهمة المحددة لنا وهذا ما لا أوافق عليه». ولفت جوبيه إلى أن لدى روسيا مصالح في سورية وأنها تبيع الكثير من الأسلحة وباعت الكثير من الأسلحة إلى النظام السوري وأنها تخشى «انتقال العدوى الإسلامية إلى أراضيها ولذلك فأنها تعارض التحرك القائم من أجل وضع حد للعنف في سورية». وعبر جوبيه عن أمله العميق في أن «تفتح روسيا عيونها على ما يحصل حقيقة في سورية» وأنها ربما بدأت تطور موقفها، في إشارة إلى تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي انتقد التأخير الكبير في مجال الإصلاح في سورية.