قبل أن أبدأ في كتابة هذه المقالة احترت، هل ستُفهم خطأً، هل ستكون نقداً للبعض، أم ستكون محفزاً للبعض الآخر؟ سأدخل في الموضوع مباشرة من دون اعتبار لمن لم يفهم ما أقول، من وجهة نظري الشخصية فإن التغيير في مكان العمل مطلوب، إذا توافرت شروط عدة، منها على سبيل المثال: الراتب، الحوافز المالية، الأمان الوظيفي، أسلوب التعامل، آلية العمل ومكان العمل، التدريب والتطوير، بمعنى شمولي بيئة العمل المطلوبة كاملة، فما أجده في القطاع الخاص في بداية حياة الموظف بعد التخرج في الجامعة، أو أي مرحلة ما، تكون بداية التأسيس في حياته المهنية، وشق الطريق القاتل، وتعتبر أول خمسة أعوام هي الفيصل الحقيقي لكل موظف، لأنه سيؤسس حياته على مجرى معين من المفترض أنه أحبه وهو التخصص، «موارد بشرية، محاسبة، علاقات عامة، صحافة، جودة، تسويق، وغيرها من الوظائف كافة»، وتبدأ رحلة شق الطريق في التطوير والتدريب وإكمال التعليم إن وجد، فبعد مضي الأعوام الخمسة الأولى، إذا أثبت وجوده وحقق ما يصبو إليه من نجاحات، أرى أن يكون التغيير ضرورياً، إذا لم يكن هناك مسار وظيفي واضح في العمل الأول، لأنه لن يعلو أكثر في المنشأة التي تأسس فيها لمعرفتي ببيئة العمل في قطاعنا الخاص، وإذا أخذ مدة أكثر سيكون حسرة على نفسه وعلى الغير، حتى لو كان منتجاً، ولكن سيقابل بحسرات عدة، فالتغيير مطلوب، وعليه وضع نقطة آخر السطر والبحث عن جديد ليطور قدراته العملية والشخصية، وتنمية المهارات التي كان يفتقدها في العمل السابق، وتصحيح الأخطاء، في الأعوام الخمسة التي تلي الأولى، عليه أن يعرف نقاط الضعف والقوة، ويبدأ العمل على نفسه في مجال العمل الجديد بتطوير وتدريب، ومعرفة واطلاع وقراءة، وتعرف على بيئة العمل الجديد، ليحقق ما لم يحققه في عمله السابق، ويبني سيرة ذاتية قوية متينة تخوله تسويق اسمه مستقبلاً، مع الصعود طبعاً في الهرم من موظف، إلى رئيس قسم، إلى مدير إدارة، وإلى أعلى المناصب، ويكون محنكاً ذكياً قادراً على جذب الغير بأسلوب تعامله وخبرته التي اكتسبها، في الأعوام الخمسة في الترتيب الثالث، أي بعد مرور عشرة أعوام على خبرته، أرى أن يطمح إلى الأعلى بعد تثبيت قواعد سليمة، منها التعليم والتدريب والتطوير في مجالات العمل كافة القائم به، وأسلوب القيادة، وكسب المهارات التي من المفترض أنه أسس نفسه عليها، وأن يكون صاحب قدرة على الإقناع، متمتعاً بشخصية القيادي الناجح، لأنه في الأعوام العشرة التي تلي ال «15» عاماً السابقة، قد أصبح ملماً بالتفاصيل كافة في مجال عمله ومجال الغير، مُطلعاً قيادياً وصاحب خبرة قابلاً لنقل المعرفة للغير، غير محتفظ بها لنفسه، وهذا يجعله من الذين يُذكرون بصاحب المبادرة، ناقل المعرفة، فإن الخبرة ليست حكراً عليه، وعليه الآن نقلها للغير للاستفادة منها. ما أردت أن أوصله أن «فاكهة التغيير الوظيفي» هي فاكهة حقيقية علينا تجربتها، فجميل أن نكتشف ونطور ونتميز، فيكفي أنها تجربة بُنيت على أساس ثابت وقناعات، والبحث عن الأفضل، وتطوير للذات، فإذا كنت من المميزين فالخسارة على سابقي العهد، وستكون محل إطراء حتى لو دارت الأيام ووجدت فرصة للعمل في منشأة قد سبق أن عملت بها بناء على عرض وطلب منهم، ستكون قيادياً لا موظفاً عادياً بالميزات التي كنت تراها في الغير التي كنت تحلم بها، فعليك أيها الموظف أن تفكر ألف مرة قبل اتخاذ القرار، والفواكه كثيرة في سوق العمل، فلا تتخذ قراراً إلا أن تكون مقتنعاً به، صائباً في الاختيار، وأنصح بالتغيير، فالتغيير مطلوب، ولكن عليك أن تكون مقتنعاً بما تعمل، وقراءة التفاصيل كافة، قبل اتخاذ القرار، لأن عجلة الزمن تدور والفرص تذهب. [email protected]