قتل أربعة جنود يمنيين وجرح عدد مماثل في هجوم بسيارة مفخخة نفذه انتحاري من تنظيم «القاعدة» يعتقد أنه سعودي على نقطة عسكرية في محافظة البيضاء اليمنية (180 كلم جنوب صنعاء) في ساعة مبكرة من فجر أمس، وأعقبه اشتباكات بين الجنود ومسلحين حاولوا اقتحام النقطة العسكرية والسيطرة عليها، وتمكن الجنود من قتل سبعة من المهاجمين بينهم قياديان وجرح ثلاثة واعتقال أربعة. وأكد محافظ محافظة البيضاء محمد ناصر العامري أن «قوات الحرس الجمهوري وشرطة النجدة تمكنت فجر أمس من التصدي لعناصر إرهابية هاجمت نقطة العريف بمنطقة جبل حيد السماء، في مديرية الطفة التابعة للمحافظة وألحقت خسائر فادحة في صفوف القاعدة»، مؤكداً أن بين قتلى التنظيم القياديين البارزين ناصر عبد ربه الظفري وسيف سالم التيسي. وأضاف المحافظ أنه «تم القبض على أربعة من العناصر الإرهابية التي استهلت هجومها بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة»، مشيداً بيقظة الجيش والأمن وبتعاون المواطنين. وكانت مصادر محلية في البيضاء قالت ل «الحياة» إن الانتحاري الذي قاد السيارة المفخخة من التابعية السعودية، مشيرة إلى أن الظفري الذي قتل في الاشتباك الذي تلى التفجير كان أطلق من السجن في وقت سابق في إطار صفقة أبرمتها السلطات مع زعيم «القاعدة» السابق في البيضاء طارق الذهب في مقابل خروج مسلحيه من مدينة رداع التي اجتاحوها منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي. وأكدت مصادر قريبة من جماعة «أنصار الشريعة» في البيضاء مقتل الظفري، لكنها قالت إن ذلك حصل نتيجة غارة نفذتها طائرة تجسس أميركية من دون طيار قصفت سيارة كان يستقلها في منطقة آل غنيم بمديرية الشرية التابعة لمحافظة البيضاء. وأضافت أن الظفري لم يقتل في اشتباك النقطة العسكرية على رغم أنه شارك في الهجوم عليها. وكان نشاط «القاعدة» في البيضاء تزايد خلال الأسبوعين الماضيين، وشن التنظيم هجمات عدة على مواقع عسكرية استهدف أحدها مقر قيادة الحرس الجمهوري في المحافظة، غير أن العملية فشلت وأسفرت عن مصرع منفذيها الاثنين وإصابة 5 جنود بجروح خطرة. وقتل 17 من مسلحي التنظيم في غارة شنها الطيران الحربي اليمني على مواقعهم في مديرية الزاهر قبل أيام. إلى ذلك قصفت طائرات حربية مساء أمس مواقع ل «القاعدة» في مدينة جعار بمحافظة أبين (جنوب)، وقالت مصادر محلية إن الطيران الحربي شن غارات عنيفة على مخازن للأسلحة في منطقة 7 أكتوبر وثانوية جعار، وأن انفجارات عنيفة سمعت في المنطقة من مسافات بعيدة. وجاء قصف الطيران بعد ساعات على سقوط صاروخ يعتقد أن بارجة بحرية أميركية في بحر العرب أطلقته على موقع للمسلحين المتشددين في منطقة المخزن بالقرب من جعار، وأحدث انفجاراً هائلاً، لكن لم يعرف حجم الخسائر التي ألحقها بالموقع بعدما أغلق عشرات المسلحين المنطقة.