استشعاراً لأهمية الأوامر الملكية السامية لعلاج المواطنين، التي تستدعي حالهم المغادرة خارج المملكة، وما يمر به المواطن من الهيئة الطبية التابعة لوزارة الصحة من تعقيدات وإجراءات قد تمتد إلى سنوات بلا نتيجة، فقد خصص الإعلامي داود الشريان حلقة ضمن برنامجه اليومي عن بيروقراطية الهيئة الطبية وما يلقاه المرضى من إهمال وتطفيش منظم. الاتصالات التي تلقاها البرنامج من المواطنين كانت تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حجم المعاناة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. إرادة المولى عز وجل جعلتني أراجع هذه الهيئة منذ العام 1427ه، وجدت نفسي كثيراً وسط دوامة من المواعيد، والمؤلم أنه بعد فترة طويلة من المماطلة، سمعت العبارة الشهيرة: «الأمر قديم وتحتاج إلى أمر جديد». السؤال الذي يفرض نفسه: هل أمر بالعلاج، يحتاج إلى تجديد أو تحديث أو تكرار بتأريخ آخر؟. وإذا نظرنا إلى المكاتب الصحية الخارجية وعمل الأجانب في هذه المكاتب، أنقل إلى مدير الهيئة أن جامعة الملك سعود تخرج سنوياً المئات من كلية اللغات والترجمة، والكثير منهم لا يمانع في خدمة وطنه في أي مكان. ثم نأتي إلى سؤال ملح آخر: لماذا يجبر المريض الذي يقطن شمال أو جنوب البلاد على مراجعة مدينة الرياض؟ لماذا لا يتم الاكتفاء بتقارير الأطباء والاستشاريين الموجودين في مستشفيات المناطق الأخرى، بحيث يسافر المريض من منطقته، وفيما بعد تستكمل الإجراءات الإدارية الأخرى في الرياض؟ متى يعيد النظر المسؤولون في وزارة الصحة إلى ما يقدم من خدمات ضعيفة وتقصير وإهمال، سواء في أروقة المستشفيات أم في بقية إدارات الوزارة؟ نحن لا نطالب بالمستحيل، بل بالمقبول وفي أقل درجاته، على رغم مشروعية الطموح إلى الأفضل، قياساً بما تقدمه الدولة من دعم لا محدود في شتى المجالات؟ نتطلع إلى وقفة جادة من المسؤولين لإصلاح الخلل، وألا يظهر علينا متحدث في تصاريح ليست مقبولة وغير منطقية، فالمرضى وذووهم، بل المجتمع بأسره لا يريدون تبريرات ولا تهمهم الإجراءات البيروقراطية، هم يرون مريضاً ربما حياته في خطر وينتظرون من وزارة الصحة تفاعلاً سريعاً وإجراءات تنظر إليه إنساناً لا مجموعة وثائق وتقارير طبية.