استغرب عضو رابطة الأندية المحترفة في السعودية عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم حافظ المدلج ردود الفعل الغاضبة من الوسط الإعلامي تجاه وصفه لبعض الصحافيين ب«مسبقي الدفع»، مؤكداً أن الإعلام الرياضي ليس مدينة فاضلة، ولا يمكن أن يكون خالياً من الفساد. جاء ذلك في حوار له مع «الحياة» على النحو الآتي: وصفت الإعلاميين بجملة «مسبقي الدفع» وهو ما أثار ردود فعل واسعة؟ كيف تعلق الآن؟ - أولاً كل قطاع من القطاعات في كل دول العالم، يوجد فيه الجيد والرديء، وأينما وجد المال، وجد معه الفساد، إلا من رحم ربي، ولا أعتقد أنني قلت كلاماً جديداً بل قاله قبلي الكثير، وبالمناسبة أنا كتبت قبل 6 أو 7 سنوات مقالاً في إحدى الصحف بعنوان «الأقلام مسبقة الدفع»، وبالتالي فما قلته ليس أمراً أقوله الآن بل قلته وهو رأي لي سابقاً. لماذا لم يكن هناك رد في تلك الفترة... بينما أثار حديثك الآن كل هذا الضجيج؟ - لا أعرف... لكن ربما لما يتميز به العصر الحالي من وجود وسائل الإعلام الحديثة، وقنوات التواصل الاجتماعي المختلفة وتزايد أعداد الفضائيات، وبالتالي يخرج أي موضوع عن الإطار، ويأخذ أكبر من حجمه، والموضوع الصغير سرعان ما يكبر لتمتلئ ساعات البث التلفزيوني والاذاعي والمواقع وغيرها، وانا استغرب أن يتم تحميل الموضوع أكثر مما يحتمل، لأن أي إنسان عاقل يعرف بأن هناك فساداً في كل قطاع. البعض يقول لماذا لم يشر الدكتور حافظ المدلج بإصبعه على موضع الفساد، ويسمي الأشخاص بأسمائهم بدلاً من الحديث العام المبهم؟ - لا أستطيع أن أقول «فلاناً وفلاناً» بالأسماء فمن ستر مؤمناً في الدنيا ستره الله في الآخرة، وهذه ليست من عاداتي القول بأن فلاناً أخذ أو أي أمر من هذا القبيل، فأنا لا أنشر الفضائح، والأمر الآخر أنه ليس لدي إطلاع كامل عن هذا الأمر، فلو عرفت عن أحد وتحدثت عنه فسأكون ممارساً للانتقائية وكأنني اخترت واحداً وتركت البقية، وإذا افترضنا أن الفساد موجود في فئة قليلة، فأنا لا أعرفهم كلهم. ولو كان عندي أدلة لتحدثت عنه، وكما قلت لك فأنا لست انتقائياً وليس من طبعي نشر الفضائح. تحدثت عن مبلغ تم تحويله من رجل أعمال لصحافي... لماذا لم تكشف عنه أو تشكوه على الأقل؟ - هذا الامر لا يعنيني، فهو أمر خاص بين رجل اعمال وبين هذا الإعلامي وليس من طبعي كشف الستر... وحتى في ظل اطلاعي فليس لدي دليل مادي ملموس تحت يدي. إذا اطلعت على فساد فهل هذا يعني أنك تتجاهله؟ - يا عزيزي أنا اضرب أمثلة... إعلامي تتغير سيارته فجأة... أو كان يسافر مع رجل أعمال على حسابه... فكل هذا موجود... وأنا لست هيئة مكافحة فساد، وأنا «شغلتي» أن أقول إن الفساد موجود... وهو موجود في أي قطاع ومنه القطاع الإعلامي... فهل الإعلام الرياضي مدينة فاضلة؟ هل تطالب مكافحة الفساد بمتابعة الأمر؟ - أنا لا أطالب بذلك... الواقع أن من أيدوا كلامي أكثر ممن عارضوني... ومن أكدوه أكثر ممن أنكروا وجوده... تابع الوسائل الإعلامية ستجد المؤيدين لما قلت أكثر من المعارضين... وأنا لا أعرف، هل هذا الموضوع يندرج تحت صلاحيات مكافحة الفساد... وهذا بالطبع موضوع آخر. الساحة تتحدث عن تجربتك في هيئة دوري المحترفين، وهناك حديث يأتي بين السطور عن أنك استفدت مادياً من موقعك بطريقة غير شرعية؟ - جيد أنك طرحت هذا السؤال... أولاً هيئة دوري المحترفين لم ولن أوقع على عقد واحد أو حتى شيك واحد أو أي شأن مالي له علاقة بالهيئة، أنا بعيد كل البعد عن النواحي المالية. وأول عقد وقعته هيئة دوري المحترفين كان مع شركة كي بي إم جي وهي واحدة من أكبر وابرز شركات الاستشارات المالية وتستعين بها كبرى الجهات والهيئات في مختلف أنحاء العالم ومن بينها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» والاتحاد الآسيوي واكبر المنظمات والأندية الرياضية، وأنا من اقترح التوقيع مع هذه الشركة، وكان الهدف الرئيسي من هذا الاقتراح هو وضع الضوابط المالية الصحيحة، وكل الأمور المالية المتعلقة بالهيئة موجودة، وسيتم الإعلان عن الأرقام كافة في اجتماع رابطة الأندية المحترفة المقبلة. أيضاً... الأمر ذاته يدور حول علاقتك بشركة الخبير الرياضي الحاصلة على حقوق نقل الدوري السعودي؟ - أنا علاقتي مع كل الشركات التي تعمل مع الرابطة علاقة ممتازة، وعلاقاتي مع الجميع مميزة، والكثير من الجهات و-الحمد لله- يثقون في رأيي ويستشيرونني بحكم التخصص. أنا طالبت بشركة أجنبية وأعلنت ذلك في مقال منشور، وتحدثت عن خمس شركات أجنبية يجب التعاقد مع أحدها لأنها أفضل خمس شركات تعمل في هذا المجال، وجاءت شركات محلية متضامنة مع الشركات الخمس، وحصلت إحداها على العقد ولو فاز به أية شركة أخرى لكنت أول المباركين لها، والشركة التي فازت هي واحدة من الشركات الخمس التي تكلمت وكتبت عنها. أنا وقفت مع فكرة الإخراج الأجنبي وكاميرات الاتش بي وسيارات النقل الاتش بي والكاميرا العنكبوتية. والآن لدي بعض الملاحظات فما زلت إلى اليوم، أرى أن الإعلان الذي يغطي ربع الشاشة خطأ، وما زلت أطالب أن تنتقل تقنية الاتش بي من العربة بدرجة وضوح 1080 وتصل إلى المشاهد بالدرجة ذاتها، وليست ب720 وهو ما يقلل من جودة الصورة. رأيي لم يتغير أبداً مع احتفاظي بعلاقات ودية مع الجميع، وعلاقتي قوية مع كل من يعملون في الساحة، وأنا مستشار ومؤتمن على من يأخذون برأيي وهذا أمر افتخر به ولله الحمد. لكنك كنت تنادي بمستوى نقل رفيع... وبعد أن بدأت الشركة في النقل تغير رأيك وأصبحت تطالب الساحة الرياضية بالصبر عليها؟ - كنت أطالب في السابق بتوقيع العقد مع شركة قبل بدء الموسم بستة أشهر... ولا توجد شركة في العالم تستطيع أن تنقل الطاقم الفني وسياراتها وكاميراتها وكل خبراتها في 20 يوماً فقط، لذلك قلت أعطوا الشركة فرصة حتى الجولة 10، وفي تلك الجولة كان هناك مباراة مهمة وكان النقل فيها متطوراً بشكل كبير. وعموماً أنا تحدثت عن الأخطاء، وما زلت اتحدث، ورأيي لا يتغير فأنا لا اقبل على نفسي أن أغير رأيي لأي سبب. بعد أن شبت عاصفة «مسبقي الدفع» واستمتعت إلى الردود والتعليقات... ماذا تقول الآن؟ - اعترف بأنني سعيد جداً، لأنني لم أكن أتوقع أن يكون صوتي مؤثراً إلى هذه الدرجة، فهذا الكلام قاله الكثيرون غير ولم أرَ رد الفعل الكبير التي شاهدتها حتى أصبح الحديث عن «مسبقي الدفع» أمر تسير به الركبان، وهذا أمر افتخر فيه، ويجعلني اغير وجهة نظري فقد كنت اعتقد أنني مجرد كاتب، وعضو في بعض الجهات، وأن ما أقوله لا يلفت انتباه الكثيرون، ولكن بعدما لاحظت أنه في أكثر من مرة أن أي كلمة مهما كانت صغيرة تصدر مني تتحول إلى مقالات و«بروباغندا» وأحاديث أصبحت أشعر بالفخر لأن صوتي أصبح مؤثراً إلى هذه الدرجة، وهي ايضاً تجعلني استشعر مسؤولية أكبر، واتنبه أكثر لما اقول. الأمر الثاني، هو أنها ليست المرة الأولى التي اتعرض فيها لمثل هذه الحملات، ولكن و-لله الحمد- فجميع النقلات النوعية التي حققتها في مشواري الرياضي جاءت بعد حملات شعواء، وكل المناصب التي تسلمتها سواء على الصعيد المحلي أم على الصعيد الخارجي كانت مرتبطة بحملات قوية ضدي، ونقد بارز يوجه لي في المقالات أو في الإعلام المرئي والمسموع، وفي كل مرة ما أن تهدأ العاصفة إلا وينتظرني منصب دولي أو محلي... ولذلك أنا أتوقع أنني موعود بخير بإذن الله، فهذه الحملة لن تنتهي إلا وسينصرني ربي وسيأتي من يقول لي إنك مطلوب في المكان الفلاني أو تم تكليفك بأمر يفتخر به الجميع. أيضاً هناك من يرى أن حديث الآن يأتي في مرحلة تمر فيها الكرة السعودية بمرحلة تراجع، وهناك خفوت عن جميع الشخصيات الرياضية وأنك أحببت أن تعود للأضواء عبر هذه التصريحات؟ - أقسم بالله أن هذا الكلام جاء بنية صافية... فقد كنا نتحدث عن أسباب خروج المنتخب السعودي الأول، وكنا نتحدث عن الأسباب ولاحظت أن من في الحلقة استعرضوا الوضع في جميع الدول الخليجية وكلما كان هناك طرح تجاه الاعلام يهبون للدفاع عن الإعلام بحدة، ولكن كما أن الإعلام شريك أساسي في النجاح فهو أيضاً شريك في الفشل، فالإعلام شريك في كلا الحالتين وهو ضلع اساسي في المنظومة الرياضية، وإذا كان هناك من تسبب أو ساهم في أي إخفاق فهو إعلام سلبي فكما أن هناك إعلاماً هادفاً فهناك إعلام هادم والفرق بينهما حرف واحد فقط. وهناك أيضاً إعلام نزيه وإعلام غير نزيه، وقد قلت إن هذا أحد الجوانب السلبية والمثيرة في الإعلام، وقلت إن هناك إعلاماً غير نزيه ومسبق الدفع. وعموماً لا يوجد أي قطاع خاص أو عام إلا وفيه ما فيه، وإلا ما كان لهيئة مكافحة الفساد أن تنشأ، وأميركا أمُّ النظام فيها فساد على أعلى مستوى، فلماذا نغضب إذا قلنا إن هناك فساداً في الإعلام، فليس هناك ما يستوجب الغضب، وبالعكس على الإعلاميين أن يضموا صوتهم إلى صوتي لكي نوقف أن ظواهر سلبية، والحملة التي تعرضت لها غريبة لأنني أرى أن الإعلام ليس المدينة الفاضلة، والغريب أن الإعلام الرياضي يريد أن ينتقد كل شيء ويتيح لنفسه أن ينتقد المنظومة الرياضية من أخمصها إلى أعلى رأس في هرمها، لكنه يرفض أن يتعرض للنقد من أي أحد.