اتفقت الجزائروتونس أمس، على بدء العمل بنظام الوحدات العسكرية المشتركة في المنطقة الفاصلة بين تبسة الجزائرية والقصرين التونسية حيث جبل الشعانبي الذي يشكّل ملاذاً آمناًً لمجموعات متشددة مسلحة. وزار رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة أمس، ولاية تبسة الجزائرية الحدودية، بناءً على دعوة من الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي استقبله برفقة وزير الخارجية رمطان لعمامرة وسفير الجزائر في تونس السيد عبد القادر حجار وكبار المسؤولين في الولاية. وغلب الطابع الأمني على الزيارة، إذ رافق جمعة كل من وزير الدفاع غازي الجريبي ووزير الشؤون الخارجية منجي الحامدي وسفير تونس لدى الجزائرعبد المجيد فرشيشي. وذكرت رئاسة الحكومة الجزائرية أن الوفدين التقيا في مقر ولاية تبسة، حيث شاركا في اجتماع خُصِّص «لدراسة المسائل ذات الاهتمام المشترك على ضوء تطورات الوضع شبه الإقليمي من جهة والعلاقات الثنائية سواء على مستوى التنسيق السياسي والأمني أو تلك الخاصة بالتنمية الحدودية». وأفادت مصادر مأذون لها ل «الحياة»، بأن اختيار ولاية تبسة لاحتضان اللقاء، كان لتقديم عرض مباشر من الجيش الجزائري حول تطورات الوضع في جبل الشعانبي الذي يطل جزء منه على حدود تبسة. واتُّفق خلال المحادثات على تسيير دوريات مشتركة، وبالتالي إنشاء قيادة أمنية موحدة للعمليات وتوحيد شارة الاتصال وتفاصيل تقنية أخرى عدة. ويُعتقد وفق معطيات أولية أن الجانب التونسي يخطط لعملية تمشيط واسعة تتطلب تعاوناً عسكرياً جزائرياً. وتأتي هذه الزيارة بعد أيام على الاعتداء الذي شنته مجموعة متشددة مسلحة وأودى بحياة 15 جندياً تونسياً. من جهة أخرى، بحث سلال وجمعة ملف تنمية المناطق الحدودية، وفقاً لتفاهمات وقِعت في ديسمبر (كانون الأول) عام 2012، بين الجزائر وليبيا وتونس، إذ تُعد من العوامل المساعدة على محاربة الفقر وتجفيف منابع الإرهاب. وكما ذكرت مصادر تونسية أن قائد تنظيم «المرابطون» الجزائري مختار بلمختار المتواري في منطقة صحراوية يُعتقد أنها داخل ليبيا، يخطط لتنفيذ هجمات واغتيالات في تونس. وأضافت أنه قبل أيام من شنّ كتيبة عقبة بن نافع (إحدى الأذرع العسكرية لأنصار الشريعة المصنّف كتنظيم إرهابي منذ آب/ أغسطس 2013) عمليةً ضد منزل وزير الداخلية لطفي بن جدو في القصرين التقى مختار بلمختار بأميرها، وأعطاه توجيهات بمهاجمة أهداف جديدة.