قال الرئيس محمود عباس إن «على إسرائيل الاعتراف بحل الدولتين ووقف كامل للنشاطات الاستيطانية من أجل استئناف المفاوضات الخاصة بقضايا الحل النهائي، وهي القدس، والمستوطنات، واللاجئين، والمياه، والحدود، والأسرى، والأمن». وأضاف ان المطلوب أن يقوم كل طرف بواجباته المنصوص عليها في خطة «خريطة الطريق» التي توافق المجتمع الدولي عليها عام 2003 لتسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. وأوضح عباس خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروماني ترايان باسيسكو في مقر المقاطعة في مدينة رام الله: «توجد مساع أوروبية وأميركية في هذا الخصوص»، وقال: «أكدنا للرئيس الروماني اهتمامنا البالغ بعملية السلام، وطلبنا من الطرف الإسرائيلي أن ينفذ ما عليه من التزامات بحسب ما ورد في خريطة الطريق، وأبرزها الاعتراف بحل الدولتين، وقف كامل للنشاطات الاستيطانية، وبالتأكيد عند ذلك ستكون الطريق ممهدة لمناقشة قضايا الحل النهائي كلها». وأضاف:«كذلك تحدثنا عن المصالحة الداخلية والجهود التي تبذلها الشقيقة مصر من أجل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية» و«نحن نريد لهذه الوحدة أن تُستعاد في اقرب فرصة لأننا لا نريد أن نترك أي ذريعة يتذرع بها الآخرون، وكذلك فإن الوحدة الوطنية مطلب وطني فلسطيني ضروري لنا». بدوره، أكد باسيسكو دعم بلاده جهود عباس «لإحياء واستئناف الحوار الداخلي الفلسطيني، وكذلك جهوده في استئناف المفاوضات مع إسرائيل». ودعا الفصائل الفلسطينية الى «فهم أهمية المصالحة الفلسطينية من خلال إعطاء المزيد من المرونة في مواقفهم، وإعطاء مصر الفرصة لنجاح مهماتها وتحويل المصالحة إلى أمر واقع». وقال إن «رومانيا والاتحاد الأوروبي يولون أهمية بالغة لعملية السلام ويعتبرونها أولوية للسياسة الخارجية». وأضاف أن «عملية السلام لن تتقدم مع وجود شروط مسبقة لدى جميع الاطراف، وخلال لقاءاتي مع قادة المنطقة شعرت بأن الجميع لديه الرغبة الكاملة في تحقيق السلام». وأكد أن «رومانيا مهتمة بإحقاق السلام في الشرق الأوسط، لذلك سنقوم بافتتاح ممثلية لرومانيا لدى السلطة الوطنية، والتي كان من المفترض أن تفتتح اليوم (أمس)، لكن ظروفاً قاهرة حالت دون ذلك». عريقات في غضون ذلك (رويترز)، قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ان الفلسطينيين يرفضون أي اتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة من شأنه السماح حتى ببناء محدود في المستوطنات في الضفة الغربية. وقال عريقات لإذاعة صوت فلسطين: «لا توجد حلول وسط في ما يتعلق بقضايا الاستيطان. إما أن يوقف الاستيطان أو لا يوقف». وأضاف أن الرئيس محمود عباس نقل هذه الرسالة أول من أمس الى الرئيس باراك أوباما. وتابع عريقات: «إذا ما استمرت إسرائيل في الاستيطان ... بالقول ألف وحدة أو ألفين وثلاثة آلاف سيتم استكمالها ... إذاً السؤال لدى المواطن العربي والفلسطيني هو: إذا عجزت الإدارة الأميركية عن إلزام إسرائيل وقف النشاطات الاستيطانية، من سيعتقد بعد ذلك أن الإدارة الأميركية ستلزم إسرائيل حل قضايا مثل القدس والمستوطنات والأمن والإفراج عن المعتقلين»؟ وزاد: «الرسائل واضحة والمواقف واضحة الاستيطان يجب ان يوقف فوراً». وكان عريقات يرد على تقارير تشير الى أن إسرائيل والولايات المتحدة تبحثان حلاً وسطاً يتيح بعض عمليات البناء في المستوطنات الموجودة فعلاً في إطار ما تسميه إسرائيل «النمو الطبيعي» للمستوطنات لاستيعاب الأسر التي يزيد عدد أفرادها. وفي القاهرة، كرر مسؤول فلسطيني بارز في السلطة الفلسطينية موقف عباس، موضحا ان الرئيس مُصرّ على هذا الموقف التفاوضي، و«نحن ننتظر اعلان الموقف الاميركي حيال ذلك». وتابع أن مصر لم تقدم اية اقتراحات جديدة على صعيد الحوار، بالنسبة الى الانتخابات والقوة الامنية، وهذا ما رفضته حركة «حماس». واضاف: «بالنسبة الينا، شرحنا للمصريين اننا موافقون على اي اقتراح تقدمه»، موضحاً انه «لا يوجد لدينا معتقلون سياسيون بل أمنيون يفرج عنهم بالتوالي عندما يقومون بتسليم سلاحهم».