أكد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري عدم التوافق على انتخاب رئيس الجمهورية قبل جلسة اليوم، فيما استبعد نواب حسم المسألة في غياب الاتفاق داخل كتلة «التحالف الكردستاني» على مرشحها. وقال الجبوري خلال مؤتمر صحافي امس إن «عملية الاقتراع على منصب رئيس الجمهورية التي ستحصل داخل البرلمان يوم غد (اليوم) تخلو من التوافقات بين الكتل السياسية»، ورجح أن «يتم الانتهاء من المرحلة الثانية لبناء الدولة في جلسة الغد (اليوم) بعد أن أنجزت الخطوة التشريعية الأولى عند اختيار رئاسة مجلس النواب»، ولفت إلى أنه «سيتم التحدث عن السير الذاتية لجميع المرشحين وسيكون لكل عضو الحرية الكاملة في اختيار الشخص المناسب لهذا المنصب». وأوضح أن «رئاسة البرلمان بعثت بكتب إلى الدوائر المختصة لتحصل على الأجوبة عن سير جميع المرشحين»، مؤكداً أنه «لن يتم طرح أي مرشح ما لم تتوافر فيه تلك الشروط». وعن تجديد ولاية رئيس الوزراء نوري المالكي، قال الجبوري إنها «لم تدخل في إطار تفاهمات بين الأطراف السياسية»، مشيراً إلى أن «جل ما ينشغل به أقطاب العملية السياسية هو بناء مؤسسة رئاسة الجمهورية». إلى ذلك، استبعد النائب عن ائتلاف «متحدون للإصلاح» رعد الدهلكي «حسم مسالة اختيار رئيس الجمهورية في جلسة اليوم» وقال ل «الحياة» إن «الجلسة غير واضحة، خصوصاً أن هناك كتلاً لم تتفق على تسمية مرشحها، فضلاً عن أن هناك عشرات المرشحين». وأشار إلى أن «الجلسة ستشهد الكثير من المماحكات والمناكفات وستكون هناك مفاجآت كبيرة كما حصل في جلسة اختيار رئيس البرلمان». وتوقع عدم انتخاب رئيس. وعن الأصوات المطالبة بضرورة أن تكون رئاسة الجمهورية للعرب، قال « إن هذه الأصوات تعالت عندما وجدنا الإقليم يذهب إلى تقرير المصير والانفصال ويطالب برئاسة الدولة في الوقت ذاته. كما أن دخول قوات البيشمركة إلى المناطق المتنازع عليها ورفضها الخروج منها أدى إلى انعدام الثقة». وكان حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة الرئيس جلال طالباني رشح برهم صالح وفؤاد معصوم ويفترض أن تعلن كتلة التحالف الكردستاني التي تضم القوى الكردية اتفاقاً على أحد المرشحين، أو القبول بالتصويت. وقدم نحو 50 عراقياً من داخل البرلمان وخارجه ترشيحاتهم للمنصب. من جهة أخرى، قال النائب مهدي الحافظ الذي كان أحد المرشحين للمنصب: «سحبت ترشيحي بسبب طريقة الترشح، التي كان يجب أن تكون بشكل مختلف، وهذه عملية غير بسيطة ويجب أن تخضع لضوابط»، وتوقع «عدم حسم مسالة رئيس الجمهورية بسبب الانقسام داخل التحالف الكردستاني الذي لديه 3 مرشحين وهي مشكلة بسيطة لكنها مقلقة لأن التفاهمات القديمة عادت إلى الواجهة من جديد». وأكد «ضرورة أن يكون رئيس الدولة عربياً ليتلاءم وضع العراق مع الظرف الإقليمي الراهن ولأن العراق بغالبيته العربية جزء من الأمة العربية». وأضاف: «حاولت إقناع الكرد بهذا الأمر إلا أنهم اعتبروا الحديث متأخراً». وتابع أن «الوضع حساس ولا يوجد توافق والمصالحة أصبحت من الماضي، والحل يكمن في إقامة دولة المؤسسات التي لن تنجح ما لم يتم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب».