{ بدأت في القاهرة أمس، مفاوضات الفصائل المسلحة في اقليم دارفور برعاية مصرية للبحث في «توزيع السلطة والثروة وحصة الإقليم منها وكذلك الترتيبات الأمنية»، بحسب أحد قادة هذه الفصائل، وذلك بالتزامن مع لقاء عقده الرئيسان المصري حسني مبارك والسوداني عمر البشير. وقال السفير السوداني في القاهرة عبد المنعم مبروك ل «الحياة» إن الرئيس مبارك أطلع الرئيس السوداني على نتائج المفاوضات التي يجريها المسؤولون المصريون مع قادة الفصائل المسلحة في دارفور. وأوضح له أن هدف الاتصالات المصرية مع الفصائل المسلحة «توحيد رؤيتها من أجل المشاركة في مفاوضات السلام في دارفور». وسألت «الحياة» السفير السوداني عمّا إذا كان البشير راضياً عن التحرك المصري، فأجاب بأن «الجهد المصري يتم في إطار التشاور، ومصر أطلعتنا على ما وصلت إليه والرئيس البشير أعرب عن تقديره دائماً للجهود المصرية لحرصها على وحدة السودان واستقراره». وكان البشير حضر أمس حفلة تخريج دفعة طلبة كلية الشرطة في مقر أكاديمية مبارك للأمن في القاهرةالجديدة. وعقدت القمة المصرية - السودانية في مقر الأكاديمية عقب الحفلة. وتستمر زيارة البشير إلى مصر حتى الخميس المقبل، إذ سيغادر القاهرة متوجهاً إلى منتجع شرم الشيخ للمشاركة في قمة عدم الانحياز التي تنعقد يومي الأربعاء والخميس المقبلين. ويرافق البشير وفد رفيع المستوى يضم وزير رئاسة الجمهورية الفريق الركن بكري حسن صالح ومستشار الرئيس دكتور غازي صلاح الدين ومستشار الرئيس دكتور مصطفى عثمان إسماعيل ووزير الدولة في وزارة الخارجية علي أحمد كرتي والمدير العام لجهاز الأمن والاستخبارات الوطني الفريق أول صلاح عبد الله. وعلى صعيد مفاوضات الفصائل المتمردة في دارفور، علم أن القاهرة تسعى إلى توحيد هذه الفصائل بهدف تشكيل وفد يتحدث بصوت واحد إلى الحكومة السودانية. وقالت مصادر ل «الحياة» إن «تفتت الحركات المسلحة يمثل مشكلة كبيرة، إذ لا يمكن التفاوض حول المشكلة نفسها مع أكثر من جهة. وبالتالي فإن أولى خطوات الوصول إلى حل هو توحيد صوت هذه الفصائل». وكانت مشاورات بين مسؤولي عدد من هذه الفصائل أجريت مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومسؤولين مصريين وبدأت أمس المفاوضات بين هذه الحركات برعاية مصرية. ومن بين قيادات الحركات المسلحة المتواجدة في القاهرة رئيس «الجبهة المتحدة للمقاومة في دارفور» بحر إدريس أبو قردة الذي مثل طوعاً أمام المحكمة الجنائية الدولية في أيار (مايو) الماضي، وقائد جناح الوحدة في حركة تحرير السودان عبد الله يحيى وقائد جناح الوحدة (جوبا) محمد صالح حربة وقائد حركة تحرير السودان (جناح الخط العام) حيدر آدم وقائد الجبهة الشعبية للعدالة والديموقراطية عبد العزيز يوسف أبو غوشة وقائد جبهة القوى الثورية إبراهيم الزبيدي. وكانت قيادات من حركة العدل والمساواة زارت القاهرة قبل أيام. ويتوقع أن ينضم للمفاوضات قيادات من حركة تحرير السوادن جناح عبد الواحد نور.