السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط صُنِعَت في إسرائيل ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين كلهم، وضد المصالح الأميركية، والكونغرس الأميركي أكثر إسرائيلية من الكنيست، وقد اشتراه لوبي إسرائيل (ايباك) ووضعه في جيبه.أعتذر إذا كان القارئ سمع مثل هذا الكلام مني في السابق ولكن سبب التكرار أنني لاحظت في المؤتمر السنوي لإيباك أن الرئيس باراك أوباما يحاول مرة أخرى أن يبيع نفسه للشيطان، إلا أن الشيطان الإسرائيلي لا يريد أن يشتريه، مكتفياً بما اشترى من أعضاء مجلسي الكونغرس، وهؤلاء حضر ثلثاهم خطاب بنيامين نتانياهو في إيباك، وكان عددهم أكبر من الذين سمعوا خطاب أوباما.أسوأ ما في الموقف الحالي للرئيس أوباما أنه لا يحتاج إلى استرضاء إسرائيل وعصابتها الأميركية لأن فوزه بالرئاسة الأميركية لولاية ثانية مؤكد (مقالي غداً)، إلا أنه يبدو مصراً على ألا يترك فرصة تفلت من يديه لضمان البقاء في البيت الأبيض.اختيار المرشح الجمهوري للرئاسة لم يحسمه «سوبر ثلثاء» السادس من هذا الشهر، ولم تحسمه الانتخابات التمهيدية الأحد الماضي عندما فاز ميت رومني في وايومنغ وريك سانتوروم في كانزاس، أو الانتخابات اليوم في ألاباما وهاواي وميسيسيبي، فهذه الانتخابات ستستمر حتى 26 حزيران (يونيو) المقبل في يوتاه... وهي لم تجرِ بعد في ألينوي التي مثّلها أوباما في مجلس الشيوخ (20 الجاري و69 صوتاً)، وتكساس (2/4 و155 صوتاً) ونيويورك (24/4 و95 صوتاً)، وأكبر الولايات عدد سكان كاليفورنيا (5/6 و172 صوتاً).أقول: «لن ترضى عنك الليكود حتى تتبع تطرفهم»، وقد جمعت في الأيام الأخيرة بعض رأي ميديا الليكود والمحافظين الجدد والمتطرفين الآخرين في أوباما. وسأتجاوز بعض المصادر وتواريخها للاختصار إلا أن الأصول عندي للباحث الراغب.- البيت الأبيض يبدأ حملة عنيفة لإسكات المعترضين على سياسته إزاء إيران... وهذا بعد أن سار أوباما مع إيباك ونتانياهو ثلاثة أرباع الطريق.- أوباما كان مصمماً في إيباك على الفوز بأصواتهم، أي أصوات اليهود الأميركيين.- أدلة إضافية على ضعف الاقتصاد، ووقاحة مجلة «كومنتري» الليكودية جاءت بعد أرقام تُثبت أن الاقتصاد الأميركي ربح مئات ألوف الوظائف في الأشهر الأخيرة.- قطعة أخرى في أحجية راديكالية أوباما، وهذه محاولة جديدة لوصف أوباما بأنه كان راديكالياً في شبابه، وربطه بأكاديميين يساريين.- أوباما في مؤتمر إيباك نثر غباراً في وجوههم، أي أنه لم يَعِدْ بشيء أكيد ضد إيران.- «الرئيس اليهودي» كان عنوان مقال في «وول ستريت جورنال»، مَعْقل المحافظين الجدد والليكوديين، خلاصته ألا يصدّق الإسرائيليون وحلفاؤهم أوباما عندما يقول إنه يؤيدهم.- «على طاولة البوكر مع بيبي وباراك» عنوان موضوع في موقع ليكودي لفت نظري فيه أنه يقدّم مجرم الحرب نتانياهو على رئيس بلاد أصحاب الموقع، والمقال كله إسرائيلي.- «أوباما في مواجهة إسرائيل» مقال لليكودي تشارلز كراوتهامر يؤيد فيه إسرائيل كما يفعل دائماً ضد الولاياتالمتحدة في موضوع إيران. وكراوتهامر عارٌ على صفحة الرأي في «واشنطن بوست»، وأقترحُ أن يُهاجر إلى مستوطنة ليضطهد النساء مع أحقر أنواع المتطرفين اليهود.- «نتانياهو يتكلم الحقيقة» عن اجتماع رئيس وزراء إسرائيل مع الرئيس الأميركي، ونتانياهو عنصري مجرم حرب فاشستي، وقبل كل شيء كذاب محترف لا يقول الحقيقة ولو صفعته في وجهه.- «نهاية المطاف مع إيران» مقال يأخذ جانب إسرائيل ضد الولاياتالمتحدة كتبه كونراد بلاك ونشرته مجلة «ناشيونال ريفيو» الليكودية التي وصفت بلاك بأنه مؤلف كتب «فرانكلن ديلانو روزفلت» و»ريتشارد نيكسون» وأخيراً «مسألة مبدأ»، ولم تقل إنه ناشر كندي بريطاني سرق مجموعة التلغراف التي رأسها وانتهى في السجن عام 2007 وغادره بعد ثلاث سنوات. وأنصار إسرائيل كلهم من مستوى بلاك.ماذا أزيد؟ صوّرتُ الصفحة الأولى كلها من الموقع الإلكتروني لجريدة «واشنطن بوست» يوم «سوبر ثلثاء» الانتخابي بعد أن توقفتُ عند عنوان خبر هو «أوباما لنتانياهو: الديبلوماسية مدعومة بالضغط تستطيع أن تنجح»، فقد نُشر مع الخبر حوالى ألفي تعليق من القراء عليه، واختارت الجريدة منها كلها قول قارئ: قولوا له (أي لنتانياهو) لا مساعدات جديدة لإسرائيل.الأميركيون «طفشوا» من إسرائيل وجرائمها وعنصريتها واحتلالها، وبقي أن يُصغي باراك أوباما إلى صوت الشعب الأميركي، وأراه سيفعل في ولايته الثانية[email protected]