دعا رئيس»الحركة العربية للتغيير»العضو العربي في الكنيست ( البرلمان الإسرائيلي) الدكتور احمد الطيبي الدول العربية إلى تقديم «دعم أوسع» إلى «عرب 48»، لافتاً إلى أن «الدعم مسموح به وليس ممنوعاً من المؤسسة الإسرائيلية»، وشدد على أن العرب هناك يعانون من تمييز عنصري يؤدي إلى ضائقة اقتصادية واجتماعية وسياسية. ورأى في حديث إلى «الحياة» في الدوحة التي زارها للمشاركة في»المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس «أن المصالحة بين حركتي»فتح» و»حماس» «تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني»، داعياً الفصائل الفلسطينية إلى «الارتقاء إلى مستوى الحدث»، وقال:»أنا لا أقبل ما يقال عن تحريم «حماس»، فهي جزء أصيل من الحركة الوطنية الإسلامية في فلسطين، وتم انتخابها عبر انتخابات ديموقراطية». ورأى أن «لا مبرر لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، لأن (رئيس الحكومة الإسرائيلية) بنيامين نتانياهو يستخدمها كمسحوق تجميل». وعن أوضاع «عرب 48»، قال: «نحن أقلية تعاني من سياسية التمييز العنصري في كل مجالات الحياة، وبخاصة في مجالات الأرض والتخطيط والبناء والتشغيل والموازنات والتعليم والأوقاف الإسلامية واستيعاب الأكاديميين في المرافق العامة، والبنى التحتية، وهناك فجوة تعادل 30 سنة بين بلدة عربية وبلدة يهودية مجاورة، ونحن نشكل 20 في المئة من السكان لكننا 7،5 في المئة من العاملين في القطاع العام، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن الأبواب موصدة أمام العرب للعمل في القطاع العام، ناهيك بالقول في القطاع الخاص». وأضاف: «بعد النكبة كنا نملك أكثر من 80 في المئة من الأراضي الخاصة، واليوم نملك أقل من 3 في المئة منها، ومنذ قيام إسرائيل وحتى اليوم لم تقم بلدة أو مدينة عربية جديدة فيما المستوطنات تقام بالعشرات والمئات، وهناك فرق في الموازنات التي تخصص للبدات العربية مقارنة بالبلدات اليهودية، وهناك مشكلة في قضايا الإسكان». وشدد على أن «كل هذا يعني أن الضائقة ليست سياسية فقط ( بالنسبة إلى عرب 48)، بل هناك تمييز عنصري يؤدي إلى ضائقة اجتماعية واقتصادية وسياسية وإفقار للجماهير العربية، وأكثر من 60 في المئة من الأطفال تحت خط الفقر هم من العرب». ورداً على سؤال عن المطلوب عربياً، أجاب:»الأقلية العربية في هذا الجزء الصامد من الشعب الفلسطيني في حاجة إلى التفاتة عربية ودعم البنى التحتية في مجالات التعليم والمرأة والرياضة والثقافة، وفي إمكان العرب أن يدعمونا، فالأردن فتحت أبواب جامعاته لطلابنا وهناك الآلاف منهم، وقطر ساهمت في بناء «استاد الدوحة» في مدينة سخنين في الجليل، لكننا نحتاج إلى دعم أوسع في المجالات الأخرى، بخاصة أن الدعم مسموح وليس ممنوعاً من المؤسسة الإسرائيلية». وعن مدى التنسيق بين البرلمانيين العرب في الكنيست قال: «هناك 11 نائباً يمثلون الكتل العربية الثلاث، وهي «القائمة الموحدة» والعربية للتغيير( قائمة الطيبي)، و»قائمة الجبهة»، و»قائمة التجمع»، ونصوت في غالبية المواضيع في شكل مشترك، لكن هناك تمايزات في بعض المواقف، و»القائمة الموحدة» هي التحالفية الوحيدة لأنها تمثل تحالفاً وطنياً إسلامياً يتكون من ثلاثة أحزاب هي»الحركة الإسلامية» التي يمثلها النائبان إبراهيم صرور ومسعود غنايم و»الحزب الديموقراطي» الذي يمثله طلب الصانع، و»الحركة العربية» للتغيير التي أمثلها، وهذا يعني أن هذا يمثل تحالفاً وطنياً يعبر عن رغبة الشارع وهي القائمة الأكبر». وعن المضايقات التي يتعرض لها البرلمانيون العرب في «الكنيست» قال:» نحن معتادون على الملاحقة والتحريض الدموي والتهديد بالقتل في شكل دائم، وهناك ملاحقة سياسية، وعلى رغم كل ذلك التحريض، فإن مواقفنا لا تتغير ولا تهتز، هم دائمو المحاولة لمنعنا من خوض انتخابات الكنيست، وهذه الكنيست الرقم 18، الأكثر تطرفاً وعنصرية، وهناك سيل من القوانين العنصرية تطرح في شكل دائم ضد كل ماهو عربي، وضد النواب العرب والجماهير العربية». وهل تتوقعون قوانين أكثر قساوة ضد عرب 48؟ أجاب:»هذا السيل من القوانين لم يتوقف، ولن يتوقف، وكلما اقتربنا من الانتخابات يزداد، إذ أصبحت الممارسة اليمينية والعنصرية ضدنا تياراً مركزياً في المجتمع الإسرائيلي والجهاز السياسي في إسرائيل، وعلى رأسها الكنيست». وكيف تتعاملون مع النواب الإسرائيليين؟ - «الخلافات في شكل عام مع اليمين، وهناك أحزاب مثل حزب «ميرتس» يمكن التعاون معها بالتصويت، وأحياناً عندما نكون في حاجة لتمرير قوانين نكون في حاجة لدعم كل النواب وهذا ليس سهلاً، بخاصة أننا نواب عرب في المعارضة، وبذل الجهد مطلوب وأحياناً ينجح». وعن مضاعفات ما بعد حادثة ضرب نائب إسرائيلية في الكنيست لنائب عربي قبل فترة، قال:»تلك ظاهرة تعكس عنصرية الحزب والنائب، وهو حزب «إسرائيل بيتنا «بقيادة افيغدور ليبرمان، وأنا رددت عليها، وبسبب ردي طردت لمدة أسبوع من «الكنيست»، لكن ما جرى ليس الشيء الأسوأ ( الذي يواجه النواب العرب)، فالقوانين العنصرية هي الأسوأ». ورأى أن القضية الفلسطينية تمر حالياً بفكرة حرجة، وأن القيادة السياسية الفلسطينية تدرس الخيارات، معتبراً أن الخيارات المطروحة أمام الجانب الفلسطيني هي خيارات تمتد من المقاومة السلمية إلى هجمة ديبلوماسية كما كان في الأممالمتحدة عندما ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابه التاريخي وقدم طلباً في شأن ضم دولة فلسطين لعضوية الأممالمتحدة، وهناك مؤسسات يمكن الانضمام إليها، وهناك خيارات تدرس. ولفت إلى أن الجانب الإسرائيلي منهمك الآن في قضيتين، الأولى خارجية هي قضية إيران، والثانية داخلية هي التحضير للانتخابات المقبلة في إسرائيل، وكل الأمور تُطوع لمصلحة هذين الملفين، ولذلك حتى ملف التسوية مجمد، ونتانياهو غير مهتم به وغير معني بمفاوضات جديدة إلا إذا كانت شكلية، وهذه الفترة التي تستمر حتى الانتخابات ستستغلها حكومة ليبرمان- نتانياهو لزيادة الاستيطان على الأرض، ما سيزيد من انسداد الأفق أمام تجسيد فكرة الدولتين، بخاصة أن نتانياهو طالب في المفاوضات الاستكشافية وغيرها بوجود إسرائيلي عسكري في غور الأردن لعشرات السنوات، وهذا مس بالسيادة الفلسطينية، ونتانياهو يريد دولة الجدار ودولة فلسطينية قزمة، وليس دولة ذات سيادة، بل دولة تابعة، ولا يوجد فلسطيني واحد في العالم يقبل ذلك. وفيما أكد أن انتخاب نتانياهو مضمون في جو سيطرة اليمين على الشارع الإسرائيلي، وأن فوزه بمنصب رئيس الوزراء مؤكد ولا منافس له في اليسار، وإذا وجد منافس فهو ليبرمان في اليمين، رأى في شأن مسألة استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية انه «لا مبرر لذلك، ولا حاجة لاستئناف المفاوضات، لأن نتانياهو يستخدمها فقط كمسحوق تجميل لوجه اليمين البشع ووجه حكومته البشع، ونحن توقعنا سلفاً نتائج المفاوضات الاستكشافية». وكيف يرى اتفاق المصالحة بين حركتي «فتح» و»حماس؟ «قال: «أعتقد أن المصالحة تصب في مصلحة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وتقوي الموقف الفلسطيني، وقُطع شوط لا بأس به في شأن حل بعض الخلافات وخفض مستوى التوتر والمشادات والمناكفات الإعلامية بين الجانبين، وأعتقد أن العلاقة بين الرئيس محمود عباس وخالد مشعل أصبحت أكثر حرارة مما كانت، وهناك نوع من الثقة المتبادلة، ونريد من كل الأطراف أن يتعالوا عن الخلافات ليصبح بالإمكان إعلان موعد الانتخابات (الفلسطينية) وتشكيل حكومة متفق عليها». وهل لديك اتصالات مع «فتح» و»حماس»؟، قال:»الاتصالات مستمرة ودائمة، ونحن معنيون، وقلنا رأينا في ما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية». وعما إذا كان تعرض لمضايقات إسرائيلية بسبب اتصالاته، أجاب: «بطبيعة الحال هم يبحثون دائماً عن قضايا يحملوننا مسؤوليتها، أنا الآن مبعد من الكنيست. للمرة الثانية في فترة الإبعاد منعت من إلقاء الكلمات (في البرلمان)، نظراً إلى المواجهة الدائمة بيننا والعنصريين اليمينيين، هذا لن يؤثر في موقفنا، وقناعتنا أن الفصائل الفلسطينية يجب أن ترتقي إلى مستوى الحدث، فلسطين أكبر من»فتح» و»حماس»، وأنا لا أقبل ما يقال عن تحريم «حماس»، هي جزء أصيل من الحركة الوطنية الإسلامية في فلسطين، وتم انتخابها عبر انتخابات ديموقراطية». وأضاف:»أنا أيضاً أمثل في «الكنيست» تحالفاً وطنياً إسلامياً بين «الحركة العربية للتغيير» التي أمثلها و»الحركة الإسلامية» التي يمثلها الشيخ إبراهيم صرور في «الكنيست» مع زملاء آخرين، هذا انعكاس لصورة وفسيفساء الشعب الفلسطيني، والتحالف الوطني الإسلامي رد حقيقي على الحملة الصهيونية الإسرائيلية ضدنا». وهل تتوقع أن تتطور المواقف الإسرائيلية ضدك إلى مرحلة الإبعاد؟ «هذا حلمهم، لكنني ملتصق بهذه الأرض، أنا بلدي الطيبة، وهي أهم من كل العواصم العربية والعالمية».