احترف التشكيلي المصري أيمن لطفي التصوير الفوتوغرافي، واستطاع أن يوظف عين الكاميرا الثاقبة، منتجاً روائع بصرية، خرج بها من دائرة التصوير الضوئي بكل عالمه الرحب الفسيح، إلى ما هو أبعد وأعمق، بمزيج من فن التصوير الزيتي والنحت، وأحياناً فنون السينما مع عدسة جريئة تلامس الأشياء في عمقها. شارك لطفي في أكثر من 60 معرضاً محلياً ودولياً، ولم يكتف بالمشاركة، بل نال الكثير من الجوائز الدولية. كما اختير للحصول على درجة الزمالة في الفوتوغرافيا التشكيلية من إنكلترا ومالطا في 2010، وعقب ذلك رُشّح لتولي منصب المدير الإقليمي للجمعية الأميركية للتصوير الفوتوغرافي من الشرق الأوسط. لفتت الأعمال التي يقدمها لطفي محبي الفن، لما فيها من إبداع وغرابة في التعامل مع الكاميرا، فاختير بعضها ليعرض في شكل دائم في الكثير من المحافل الدولية والمحلية، أهمها اختيار لوحتين للعرض في مقر منظمة الوحدة الأفريقية في أديس أبابا، وتمثل إحداهما الثورة المصرية والثانية تحاكي علاقة الترابط بين مصر وإفريقيا. كما اختيرت إحدى لوحاته لتكون خلفية الجناح المصري الدائم في شنغهاي في الصين. وعلى الصعيد المحلي تعرض للفنان المصري 14 صورة فوتوغرافية في مطار القاهرة الجديد، تمثل جنسيات العالم المختلفة، وعملان فنيان في مكتبة الإسكندرية، وآخر في دار الأوبرا المصرية. يعتبر لطفي أن غالبية المصورين الفوتوغرافيين في مصر، يهتمون كثيراً بصور القمامة والعشوائيات وأولاد الشوارع، وهو ما يتحاشاه كلياً، إذ يحاول أن يعرض الجوانب المضيئة في البلد، ما يجعل الكثير من زوار معارضه لا يصدقون أن الأعمال المعروضة هي من أرض الفراعنة. ويعطي مثالاً على ذلك مدينة نيويورك التي يعتبرها ساحرة وخلابة، ولكن جولة بسيطة بين أزقتها تكشف مدى قذارتها وبشاعتها من الداخل. فالمصورون فيها يهملون هذه الناحية السلبية، باحثين عن لقطات ايجابية، على عكس ما يحصل في بلادنا. ويوضح لطفي أنه يهتم في أعماله بإخراج المشاعر الإنسانية والبحث عما في داخل الإنسان وتقديمه في هيئة صورة، تتناول المشاكل الخاصة بالفرد في المعارض الفردية، بينما في المعارض الجماعية فيتحدث عن قضايا تهم العالم كله إنسانياً. هذه العقلية طوّرت صوره، فاستعمل الفيديو وأعد فيلماً عنوانه «الزائر»عرض في إسبانيا عام 2008، تناول فيه شخصية تخرج من لوحة، ما يُعرّضها لأذى شديد وتشوه كبير، بسبب العوامل الخارجية ومشاكل الانسان الحديث، وهذا ما دفعها للعودة الى اللوحة. وحول المشاكل التي يعانيها فن الفوتوغرافيا في مصر، يؤكد لطفي أن هناك حالة شديدة من التخبط في هذا الفن ووضعه بين الفنون التشكيلية، إذ لا توجد أكاديمية متخصصة للفوتوغرافيا وحتى الأقسام الموجودة في الكليات لا تدرس فيها إلا الفوتوغرافيا القديمة. ويحلم بأن يقام في مصر بينالي للفوتوغرافيا برعاية رسمية، خصوصاً أنه أسس بينالي على نفقته الخاصة ودعا إليه مصورين من 11 دولة ليعرضوا أعمالهم لمدة 30 يوماً، ولكن كثرة التكاليف المادية منعته من تكرار التجربة.