«ياسين» طفل تونسي لم يكمل عامه الثالث بعد، إلا أنه على وشك إكمال المرحلة الخامسة من مراحل الفشل الكلوي المزمن، وهي المرحلة الأخيرة والأخطر. أسرة ياسين لم تدم فرحتها طويلاً بعد تلقيها خبر توجيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، بعلاج طفلها بسبب عدم مناسبة والديه طبياً للتبرع له وعدم عثورهم حتى الآن على متبرع بالكلية لابنهما. وتقول أميرة الحبيب والدة ياسين ل«الحياة»: «دهم الفشل الكلوي طفلي ياسين منذ ولادته، وبعد الفحوص أكد الأطباء في مستشفى الملك خالد العام في حائل خطورة الحالة وحاجته الماسة إلى زراعة كلية، إذ حددوا فترة توقف عمل أجهزته الحيوية - بعد إرادة الله - خلال فترة من أسبوع إلى عامين». وتضيف: «بعد توجيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله وجزاه عنّا خير الجزاء بعلاج ابني بمستشفى الملك فيصل التخصصي، انقلبت أحزاننا إلى فرح عارم وسرور كبير»، مستدركة أنهما أصيبا بالحزن من جديد بعد أن علما أنهما لن يتمكنا من التبرع له لعدم مناسبتهما طبياً لذلك. وتتابع: «ياسين يعاني من تعطل الكلية اليمنى تماماً، فيما تعمل الأخرى بنسبة عشرة في المئة، ما تسبب في تسمم جسمه بنسبة 70 في المئة بسبب ارتجاع البول إلى الكلى». وتعود أميرة (في العقد الرابع من العمر) بالذاكرة إلى الوراء: «منذ ثلاثة أعوام وطفلي يعاني من فشل كلوي مزمن، وقد ذهبنا به إلى مستشفيات عدة لم تشخص حالته في بداية الأمر، وكنت مستعدة للتبرع لابني الوحيد وإنقاذ حياته ولو كلفني ذلك أن أخسر حياتي، ولكن الأطباء أخبروني أنني لا أستطيع، وها أنا أشاهد طفلي ياسين وهو يموت بين يدي»، مشيرةً إلى أن ابنها يتناول ثمانية أدوية مختلفة يومياً، ما أثر في حالته الصحية بشكل سلبي، فأصبح لا ينام ليلاً من شدة الألم. وتناشد والدة الطفل ياسين بصوت مبحوح والدموع تنهمر من عينيها أهل الخير والعطاء بمساعدتها في الوصول إلى متبرع بالكلية لابنها ليساعدهم بعد الله في إنقاذ حياته.