دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - واصلت السلطات السورية عملياتها الامنية والعسكرية في مناطق عدة من سورية، عشية وصول مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان الى البلاد لبحث الأزمة السياسية. وقال ناشطون إن العشرات سقطوا امس بين قتيل وجريح بسبب القصف على المدن التي ما زالت تشهد مقاومة وحركة احتجاجية. وقال ناشطون ان عدد القتلى بلغ اكثر من 32 شخصاً، متحدثين عن مقتل 13 مدنياً برصاص قوات الأمن اثناء اقتحامها بلدة عين لاروز في ريف إدلب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «القوات السورية اقتحمت بلدة عين لاروز في جبل الزاوية وأطلقت النار، ما اسفر عن مقتل 13 مدنياً». وأوضح ان «القرية تعرضت لقصف وإطلاق نار كثيف من قبل القوات التي كانت تبحث عن جنود منشقين ومتوارين في هذه المنطقة». وكما افاد المرصد: «استشهد ثمانية مواطنين اثر سقوط قذائف هاون وإطلاق رصاص في عدة أحياء من حمص». وفي ريف حمص، قتل مواطنان اثر اطلاق الرصاص لتفريق تظاهرة في بلدة مهين، كما قتلت سيدة برصاص قناصة في مدينة القصير. وأشار المرصد الى وفاة مواطن في بلدة تلبيسة وآخر في القصير متأثرين بجراح أصيبا بها قبل أيام، كما عثر على جثامين خمسة مواطنين في حي بابا عمرو بمدينة حمص التي تعرضت للقصف على مدى اربعة اسابيع قبل ان تبسط السلطات سيطرتها عليها. وقال نشطاء إن عشرة متظاهرين لاقوا حتفهم في قصف بقذائف المورتر في حمص. وقال أبو أحمد، وهو ناشط معارض مقيم في حمص، إن تظاهرة في حي باب هود تعرضت لهجوم بقذائف المورتر. وأضاف أيضاً أن مسجد الحنابلة بحي باب دريب تعرض أيضاً للقصف أثناء خروج المصلين بعد صلاة الجمعة. وقال وليد فارس وهو ناشط من حي الخالدية بحمص، إن المدينة شهدت اربع تظاهرات احتجاج، وإنه تلقى تقارير بأنها تعرضت جميعاً لإطلاق قذائف المورتر. وأضاف فارس أنه سمع أيضاً دويّ سقوط قذائف المورتر على حي الخالدية حيث يقيم منذ الساعات الاولى من صباح امس. وفي ريف حماة، «استشهد ثلاثة مواطنين على الأقل في بلدة التريمسة إثر إطلاق النار من قبل القوات العسكرية». وفي ريف إدلب، قتل مواطنان في جبل الزاوية إثر إطلاق الرصاص عليهما من قبل القوات السورية في منزليهما. وفي محافظة حلب، استشهد مواطن إثر إطلاق الرصاص من قبل القوات السورية لتفريق تظاهرة في مدينة جرابلس. وفي ريف درعا، قتل «مواطن في بلدة المسيفرة اثر اطلاق الرصاص من قبل القوات السورية كما اصيب خمسة مواطنين بجراح اثر اطلاق الرصاص من قبل القوات السورية في بلدة الحارة التي تنفذ حملة اعتقالات فيها». وفي دمشق استشهد مواطن بعد منتصف ليل الخميس الجمعة في حي كفرسوسة. واقتحمت قوات عسكرية قريتي قسطون والحميدية في ريف حماة، وقرى شاغوريت والجج وحميمات والصحن في ريف إدلب، وشنت حملة مداهمات بحثاً عن عناصر منشقين. بالتزامن مع ذلك، تظاهر عشرات الآلاف في مناطق عدة في سورية، لا سيما في مدينة حلب وريفها، في ما اطلق عليه اسم «جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية». وقال المرصد السوري إن «عشرات الآلاف من المتظاهرين خرجوا في تظاهرات معارضة في عدد من المناطق السورية في محافظات درعا ودمشق وريف دمشق وحمص وحماة وإدلب وحلب واللاذقية ودير الزور والحسكة». وقال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب، محمد الحلبي، إن المدينة تشهد «التظاهرات الاكبر منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية» في منتصف آذار (مارس) الماضي. ودعا ناشطون معارضون إلى التظاهر في سورية في ما اطلقوا عليه اسم «9 آذار، جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية»، في اشارة الى الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في العام 2004 من مدينة القامشلي (شمال شرق) وانتقلت الى مدن كردية عدة. وواجهت السلطات الحركة في هذه المدينة ذات الغالبية الكردية، بقمع أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الاشخاص. واقتحمت قوات عسكرية قريتي قسطون والحميدية في ريف حماة، كما اقتحمت قرى شاغوريت والجج وحميمات والصحن في ريف ادلب، وشنت حملة مداهمات بحثاً عن عناصر منشقين. في موازاة ذلك، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، أن «الجهات المختصة» ضبطت امس كمية من الأسلحة المهربة من تركيا في منطقة تل أبيض في ريف مدينة الرقة في شرقي البلاد في محاذاة الحدود السورية-التركية، مشيرة الى ان «الأسلحة المصادرة تضمنت 105 بواريد بومب أكشن و27 بندقية نوع ماغنوم أوتوماتيك، وتم إلقاء القبض على مهربي هذه الأسلحة». وتابعت «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلحة سطت في الليلة قبل الماضية على مركز أعلاف مدينة سنجار التابعة لمنطقة المعرة في ريف ادلب في شمالي غربي البلاد، وسرقت كمية كبيرة من مادة الشعير. وأقدمت مجموعة إرهابية مسلحة على تفجير أحد الأفران الخاصة والمعروف باسم فرن «مرعياني» ليلة أمس الأول بالحي الشرقي في مدينة إدلب». واشارت الى ان «عناصر الهندسة فككت امس أربع عبوات ناسفة زرعتها مجموعات إرهابية مسلحة في مفرق بلدة الترنبه التابعة لناحية سراقب في ريف إدلب، وألقت الجهات المختصة القبض على أربعة من الإرهابيين الذين قاموا بزرع هذه العبوات». وفي مدينة حماة وسط البلاد، افات الوكالة الرسمية ان «الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة في المزارع المحيطة في بلدة طيبة الإمام، ما أسفر عن مقتل عدد من عناصرها وإلقاء القبض على آخرين وصادرت أسلحتهم، التي كان بعضها إسرائيلي الصنع. وشملت الأسلحة المضبوطة 17 قنبلة وقذائف آر بي جي و15 حشوة دافعة و11 بندقية آلية و7 بنادق بومب أكشن وبندقية بولونية و6 مسدسات وكمية من الذخيرة والمخازن ولوحات السيارات المسروقة إضافة إلى جهاز اتصالات فضائي متطور و5 أجهزة من نوع سيناو وكمية من الأدوية والمعدات الجراحية، كما شملت المضبوطات كمية كبيرة من المنشورات والوثائق المسروقة من المؤسسات العامة». الى ذلك، قالت «سانا» إن الطفل مالك الأكتع (11 سنة) استشهد برصاص مجموعة إرهابية مسلحة استهدفته عندما كان متوجهاً مع والده بسيارته في مدينة حمص إلى مزرعتهم على طريق تدمر بالمحافظة». كما ذكرت سانا ان «مجموعة ارهابية مسلحة اختطفت بعد منتصف ليل امس رئيس بلدية اللطامنة في ريف حماة». وافادت الوكالة الرسمية أن جموعاً غفيرة احتشدت في دمشق والحسكة بشمال شرق البلاد لإظهار الدعم للإصلاحات التي يجريها النظام والمعارضة «للتدخل الخارجي».