كشف مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أن 75 في المئة من سكان السعودية لم يتواصلوا مع خطيب الجمعة عند الحاجة إليه، فيما لا يتذكر 54 في المئة من المصلين خطبة الجمعة الماضية، بينما فضل 60 في المئة أسلوب «الترغيب والترهيب» على غيره من الأساليب في الخطابة. وأكدت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حاجة الخطيب إلى «تطوير مستمر، للوصول إلى مرحلة التأثير الإيجابي في المصلين». ورأى مختصون اجتماعيون أن دور خطيب وخطبة الجمعة «يجب أن يُفعّلا في خدمة المجتمع». وخلص مركز الحوار الوطني في استطلاع أعلن عن نتائجه أخيراً، إلى أن «60 في المئة من المستمعين للخطبة يرون أن طريقة وأسلوب الخطيب يؤثران فيهم، بينما فضلت نسبة مماثلة لسابقتها اعتماد الطرح الإيجابي في الخطبة، ورأى 52 في المئة أن الموضوعات التي يطرحها خطيب الجمعة تلامس حاجات المجتمع، وصوّت 67 في المئة على أنهم يتأثرون من الموضوع الذي يختاره الخطيب في خطبته». وقال مصدر في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ل «الحياة»: «إن هذه النتائج تكشف الحاجة الملحة لضرورة تطوير الخطباء والعمل على جعلهم أكثر قدرة وأهلية للتأثير في مجتمعهم»، معتبراً خطيب الجمعة «قدوة دينية واجتماعية وله مكانته بين الناس، إذ تقع على كاهله مسؤولية عظيمة وأولويات لا حصر لها، كونه من يتولى مهمة التوجيه والإرشاد، وتذكير الناس بعقائدهم وشريعتهم ومكارم الأخلاق». ويشترط في تعيين خطيب الجمعة أن يكون «حاصلاً على المؤهل الجامعي الشرعي، ويجتاز الاختبار والمقابلة الشخصية التي تُجرى له، مع معرفته بأحكام العبادات ومواقيتها، وأن يكون قارئاً للقرآن من دون لحن مع تجويده، ويحفظ ما لا يقل عن خمسة أجزاء، مع التشديد على أن يكون قادراً على إلقاء خطبة الجمعة، ومستوفياً للشروط والمتطلبات العامة للتعيين في وظائف المسجد». وعلى الخطيب أن يلتزم ب «الواجبات العامة والنظامية، كعدم الإذن لأي شخص بالخطبة عنه مطلقاً، إلا بعد التنسيق مع إدارة التوجيه في الفرع، وأخذ الموافقة على ذلك. كما لا يتم السماح لأي شخص بإلقاء كلمة بعد صلاة الجمعة مطلقاً، مع التقيد في وقت الدخول لخطبتي وصلاة الجمعة بوقت الزوال، وفي الأعياد والاستسقاء بما يعممه الفرع في حينه، كما يجب أن تقتصر الخطب على مفهوم الوعظ والإرشاد ، وتذكير الناس بأحكام الدين والفضائل من دون الخوض في مسائل سياسية أو عصبية أو حزبية، أو التعرض لأشخاص أو دول، والحرص على الالتزام بالأدعية المشروعة، واتباع السنة في قصر الخطبة وطول الصلاة». بدوره، شدد الباحث الاجتماعي عبدالعزيز المقحم على أهمية «تفعيل دور خطبة وخطيب الجمعة في حياة الناس»، موضحاً ل «الحياة» أن «غياب هذا الركن الأساسي في المجتمع المسلم، أوجد من يشغله ويقدم له ما يريد بحسب رغباته، لا بحسب مصلحته»، موصياً وزارة الشؤون الإسلامية بضرورة العمل على «عقد دورات مكثفة للخطباء، لا تهتم في الجانب الخطابي واللغوي للخطيب ، ولكن في ممارسة دوره الاجتماعي والأخلاقي في المحيط الذي يؤثر فيه».