لا شك في أن برنامج «آراب آيدول»، وبعد مشاهدة عينة من متسابقيه، سيساهم في تقديم واكتشاف مواهب غنائية مهمة ستترك بصماتها في مجال الغناء. يبدو ذلك واضحاً، رغم أن المراحل المقبلة ستكون أكثر حسماً على صعيد مصائر بعض المتسابقين، خصوصاً أن فيه ما يشد إلى بعض هذه المواهب، وقد بدأت تلوح في الأفق نذر وصولها إلى مراتب متقدمة ترشحها للبقاء. ويبدو لافتاً على هذا الصعيد أن تشارك المغنية اللبنانية أليسا في الحلقة الماضية من البرنامج، وتبدي مقداراً من التواضع على صعيد إسداء النصائح ل «المغنين الجدد» الذين سيمسكون براية الغناء في المراحل المقبلة... وإن بدا هنا أن البرنامج عموماً يعوّل على نجوم ونجمات لصنع فواصل ساخنة بين حلقات البرنامج، وهي «تغربل» الأصوات وتقوم بعملية الفرز التي تستند إلى الذائقة الشخصية للمحكمين. من هنا، جاء تصريح إليسا ليعكس حالة متقدمة، بعدما أبت أن تجيب عن سؤال متعلق بقبولها عضوية التحكيم في البرنامج، لأنها تشعر بالحمل الثقيل الذي تلقيه عليها هذه المسألة. لكنّ إليسا، التي تكشف تردداً خاصاً بها لا يطاول الآخرين، لم تقف عند هذا الحد، بل أضافت نصيحة تبدو مهمة جداً ولا يمكن التقليل من شأنها، هي أن المتسابقين الذين يصلون تباعاً إلى مراحل متقدمة، عليهم أن يخافوا دائماً من الجمهور، باعتباره البوصلة التي يمكنها التأكيد على ضرورة الاجتهاد وصقل الموهبة... هذا إن افترضنا أننا نقف أمام جمهور متطلب، وهذا للأسف لا يبدو متوافراً هذه الأيام في بيئة الغناء العربي الجديد، وربما كان ضرورياً أن تشير المغنية اللبنانية الشابة إلى ضرورة أن يخاف المتسابقون أيضاً من «أساتذة» الغناء العربي الكبار وهم يُقْدِمون على اعادة أغنياتهم في هذا البرنامج وغيره من دون أن يرف لبعض مقدِّميها بحالات مريعة جفن. والأخطر ربما يكمن هنا، حين يُقلد المغنون الجدد آخرين لم يرسّخوا حضوراً فاعلاً ومؤثراً لهم من خلال الصوت ومتعلقاته، وإنما من خلال انتشارهم بالدرجة الأولى عبر الأغنيات المصورة التي تصبح هنا مربط الفرس في السباق نحو الأغنية العربية، وهو لم يعد شائكاً وصعباً ومحفوفاً بالمخاطر، كما كان يحدث مثلاً للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وهو يسهر على أغنية مطولة واحدة عامين أو أكثر. لا بأس في أن يخاف المغني الجديد جمهوره، وقد أصبح بغاية «الجدة» مثله، فمع غياب شبح الأستاذ هنا، يصبح هذا الجمهور مفصلاً بشكل أو بآخر، على شاكلة الغناء الذي يصبو إليه من دون أن يخطر بباله أن يكون متشدداً في تقبل هذه الموهبة أو تلك.