موسكو - أ ف ب - رفضت «رابطة الناخبين» التي شكلها مشاهير روس لتقويم نزاهة الانتخابات الرئاسية التي افضت الى فوز رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، الاعتراف بالاقتراع معتبرة انه «اهانة» للمجتمع بسبب عمليات التزوير الكبيرة التي شهدها. وقالت الرابطة إن «اقتراع الرابع من آذار (مارس) افقد مؤسسات الرئاسة والنظام الانتخابي والسلطة الروسية صدقيتها»، منددة بغياب المساواة بين المرشحين خلال الحملة وإفادة بوتين من الموارد «الهائلة» للدولة، «تزوير» عمليات فرز الاصوات، «لذا لا يمكن الاعتراف بنتيجة الانتخابات الرئاسية». وفيما نال رئيس الوزراء الذي ترأس البلاد من عام 2000 الى عام 2008، وفق اللجنة الانتخابية، نسبة 63.60 في المئة من اصوات الناخبين، اعلن الخبير السياسي ديمتري اوريشكين في مؤتمر صحافي عقده امس ان بوتين «حصل في الواقع على 53 في المئة من الاصوات». اما منظمة «غولوس» الروسية غير الحكومية فأفادت بأن بوتين كان سيحصل على 50.26 في المئة من دون عمليات التزوير. وكانت المعارضة وبعثة المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في اوروبا انتقدتا الاثنين الماضي العملية الانتخابية. ورفض ديمتري بيسكوف، الناطق باسم بوتين، الانتقادات معتبراً ان مسألة النتائج «انتهت». اما اللجنة الانتخابية المركزية فاعتبرت حكم رابطة الناخبين بلا قيمة لأن اعضاءها دانوا عمليات التزوير حتى قبل الانتخابات. وأعلن نائب رئيس اللجنة الانتخابية ليونيد ايفليف ان «رابطة الناخبين حددت هدفاً مسبقاً لها قبل نشر نتائج الانتخابات، وكشفت نياتها مرات وأكدتها اليوم». وتضم «رابطة الناخبين» شخصيات من عالم الثقافة والمدونات، بينهم كتاب مثل ليودمير اولتسكايا وبوريس اكونين، اضافة الى نجم الروك الروسي يوري شيفتشوك. وهي انشئت في كانون الثاني (يناير) الماضي من اجل تعبئة الروس لمراقبة سير الانتخابات الرئاسية بهدف ضمان نزاهتها. وشارك اعضاؤها في تنظيم تظاهرات كبيرة للمعارضة تلت الانتخابات الاشتراعية التي أجريت في كانون الاول (ديسمبر) الماضي، وكسبها حزب «روسيا الموحدة» بزعامة بوتين، في ظل زعم مراقبين ومعارضين انها شهدت عمليات تزوير. وبين كانون الاول (ديسمبر) وشباط (فبراير)، جمع معارضو بوتين مرات عشرات الآلاف من المتظاهرين للدعوة الى اجراء انتخابات نزيهة. وهم نجحوا الاثنين، غداة الانتخابات الرئاسية، في جمع بين 14 و20 الفاً من انصارهم. وشهدت التظاهرة اعتقال مئات من الاشخاص، في موقف ناقض التساهل الذي ابدته السلطات حيال التظاهرات قبل الاقتراع. وكانت السلطات فرقت بعنف التظاهرات بعد الانتخابات الاشتراعية في كانون الاول، وأوقفت الآلاف لكن تزايد حجم التظاهرات التي ضمت 80 الف شخص في موسكو في العاشر من الشهر ذاته والتي ارتفع عدد المشاركين فيها لاحقاً، دفع السلطات الى التساهل مع التظاهرات. ودعت المعارضة الروسية اول من امس الى التظاهر مجدداً السبت، مكررة تصميمها على التظاهر بعد انتخاب بوتين. وقال الكاتب بوريس اكونين إن «حركة المجتمع المدني لا تتراجع، لكنها تدخل مرحلة جديدة». وأضاف: «مرحلة الرومانسية الاولى انتهت، وفهم الناس انهم لا يستطيعون التصدي لشرطة مكافحة الشغب ببالونات واشرطة بيضاء. المجتمع المدني سيتطور الآن ويسلك طريقاً آخر من النضال للفوز في الانتخابات المحلية».