باريس - أ ف ب - اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن عدد الأجانب في فرنسا ضخم، متعهداً استقبال نصف العدد سنوياً، اذا جدد ولايته في انتخابات الرئاسة المقررة في 22 نيسان (ابريل) و6 ايار (مايو) المقبلين. وقال للشبكة الثانية في التلفزيون الفرنسي: «نظام الاستيعاب عندنا يعمل في شكل سيئ، اذ ثمة كثير من الأجانب على ارضنا، ولا نتمكن من إيجاد مساكن لهم ولا وظائف أو مدارس». وأضاف: «اعتبر ان من اجل تحقيق شروط استيعاب جيدة، يجب ان نستقبل نصف الأشخاص الذين نستقبلهم الآن، أي من 180 ألف شخص الى حوالى مئة ألف شخص». وزاد: «بالنسبة الى الرعاية الصحية والمساعدة الصحية التي تمنح لمن هم من دون اوراق، من تقليد فرنسا أن تعالج أياً كان، بصرف النظر عن جنسيته». وأعرب ساركوزي عن أمله بإعادة انتخاب الرئيس الاميركي باراك اوباما، في انتخابات الرئاسة الاميركية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، مبدياً أسفه «لأن أوروبا لم تعد مندفعة» للبحث عن تسوية للنزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل، وقال: «ثمة انتخابات رئاسية في الولاياتالمتحدة، وأوباما الذي هو رئيس عظيم جداً، لن يأخذ مبادرة قبل إعادة انتخابه». وسُئل ساركوزي ماذا سيفعل إذا أُعيد انتخابه، فأجاب: «بعد ايام على الانتخابات، سأتوجه الى اسرائيل والى الفلسطينيين، لأنني أريد ان تطرح فرنسا، ومن ورائها كل اوروبا، مبادرة ليكون 2012 عام السلام بين اسرائيل والفلسطينيين». واعتبر ان النزاع في الشرق الاوسط «طال كثيراً»، مضيفاً في اشارة الى الفلسطينيين والاسرائيليين: «لا شيء أهم من إجبارهم على التحادث والاستماع، كلّ للآخر، لصنع السلام». وذكّر بأن «إبادة اليهود» خلال الحرب العالمية الثانية «حدثت في أوروبا» لا في الشرق الاوسط، معتبراً ان «الشعب اليهودي الذي انتظر طويلاً جداً لتكون له دولته، قادر على فهم تطلعات الفلسطينيين التي هي ذاتها. إنهم يعيشون متجاورين منذ قرون». وقال: «اذا كان هناك من شعب في العالم عليه أن يكون قادراً على فهم تطلعات الفلسطينيين لكي تكون لديهم دولة، فهو الشعب الاسرائيلي». وأسف ساركوزي لأخطاء شهدتها ولايته، مبرراً ذلك بمشاكل عائلية، قائلاً: «كانت أسرتي تتفكك، وكان رأسي مشغولاً بمشاكل أخرى». لكن المرشح الاشتراكي للرئاسة فرانسوا هولاند رأى في كلام خصمه «حلقة لتبرير» سياسته، قائلاً: «أحترم الحياة الخاصة، بينها حياة الرئيس. لكنني أعتقد أن ليس من الضروري عرضها على الملأ، (حتى) عندما كانت تبريراً لأحد الأخطاء في مطلع الولاية الرئاسية». وتظهر استطلاعات الرأي تقدّم هولاند في الدورة الأولى، وفوزه في شكل مريح في الدورة الثانية. واعتبرت الصحف الفرنسية أن ساركوزي بدأ، من خلال المقابلة مع «فرانس 2»، «مصالحة مع الحقيقة»، فيما قال وزير الخارجية آلان جوبيه: «على رغم الحملة الإعلامية المكثفة التي تركّز على ساركوزي، لديه فرص جيدة للفوز» في الانتخابات.