باريس - أ ف ب - أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رسمياً ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان (أبريل) وأيار (مايو) المقبلين، وشبّه نفسه ب«ربان سفينة تجتاحها عاصفة»، واعداً «بفرنسا أقوى»، بأمل تعويض تأخره على خصمه فرانسوا هولاند في استطلاعات الرأي، والتي ترجح منذ شهور عدم تجاوز نسبة التأييد لساركوزي نسبة 25 في المئة في الجولة الأولى، وأن يهزمه هولاند الذي يتوقع أن يحصل على ما بين 57 و60 في المئة من الأصوات في الجولة الثانية المقررة في السادس من أيار. وقال ساركوزي خلال نشرة الثامنة في قناة «تي أف 1» الخاصة الأكثر رواجاً في فرنسا وقبل 67 يوماً من الجولة الأولى من الاقتراع: «نعم، أنا مرشح للانتخابات الرئاسية». وصرح بأنه فكر ملياً لأسابيع، وأن قراره ليس «تلقائياً»، مؤكداً تطلعه إلى ولاية ثانية من خمس سنوات «لأن الوضع اليوم في فرنسا وأوروبا والعالم، يجعل عدم السعي مجدداً إلى كسب ثقة الفرنسيين هروباً من المسؤولية». وشدد ساركوزي على تنظيم المجتمع والقيم التي ينوي الدفاع عنها، وقال: «لدي اقتراحات للفرنسيين»، واعداً ب «إعادة الكلمة إلى الشعب» عبر الاستفتاء، وخصوصاً في شأن تغيير قوانين تعويض العاطلين من العمل». وأوضح أن الأزمة الاقتصادية والمالية منعته من تحقيق الإصلاحات التي أرادها في ولايته الأولى، وقال: «لا يمكن إنجاز كل شيء خلال خمس سنوات، فيما نشهد منذ ثلاث سنوات أزمات متتالية نادرة وعنيفة». وأضاف: «رأيت خلال مسيرتي السياسية الطويلة سياسيين يعدون بالحلم، لكن الحلم ينتهي دائماً بكابوس»، في إشارة إلى خمصه الاشتراكي هولاند الذي قلل خلال أحد أكبر مهرجاناته الانتخابية في مدينة روان (شمال غرب)، من أهمية ترشح ساركوزي، معتبراً حصيلته في الحكم «إخفاقاً». وقال هولاند: «السيناريو كان مكتوباً والمرشح المنتهية ولايته سيعدنا بالجديد وسيحاول أن يجعل من ضعفه قوة. لقد أخطأ خلال خمس سنوات وستكون تلك تحديداً تجربته». وبعدما قرر تسريع دخوله حملة الانتخابات بعد أن كان ينوي تأجيلها حتى مطلع آذار (مارس) لتكريس صورة «الرئيس الشجاع» الذي يواجه الأزمة والقادر على اتخاذ تدابير اقتصادية غير شعبية على غرار رفع ضريبة القيمة المضافة التي أعلنها أخيراً، عقد ساركوزي أمس اجتماعاً عاماً في آنيسي (وسط شرق)، فيما يطلق الأحد أول مهرجان كبير في مرسيليا (جنوب شرق). وخاطب الرئيس المنتهية ولايته الأسبوع الماضي ناخبي اليمين مؤكداً لهم رفضه منح الأجانب غير الأوروبيين حق التصويت، ورفضه زواج مثليي الجنس وجدد تأكيد قيم العمل والعائلة. وهدف ذلك إلى مغازلة ناخبي مرشحة الجبهة الوطنية (أقصى اليمين) مارين لوبن التي تتوقع الاستطلاعات نيلها بين 15 إلى 19 في المئة من الأصوات. وفي ردها على إعلان ساركوزي ترشحه، قالت لوبن إن «آلاعيبه انفضحت». أما مرشح الوسط فرانسوا بايرو الذي تتوقع الاستطلاعات حصوله على بين 12 إلى 14 في المئة من الأصوات فقال: «حين يقود ربان سفينته إلى الجنوح على صخرة يجب تغييره».