سقط اليوم العالمي للمرأة من أجندة الأيام العالمية المحتفى بها في السعودية، وكالعادة، من دون سبب معلن أو معروف، فأيام الصحة والتعليم والطاقة... وسواها، كلها تلقى اهتماماً في المملكة، ويطاول الاستثناء يوم المرأة وحده. يعزو مراقبون عدم وجود مظاهر للاهتمام بيوم المرأة العالمي إلى غياب التنسيق بين الجهات الحقوقية الناشطة في قضايا المرأة. ويرى بعضهم وجود بصيصٍ من اهتمام، يتمثل في بعض الإسهامات البسيطة لعدد من الناشطات السعوديات في حقوق المرأة وقضايا المجتمع، اللواتي يرفعن أصواتهن أو أقلامهن للحديث عن مشكلات بنات جلدتهن من السعوديات وقضاياهن. ويؤكدن أهمية التعاون وتضافر الجهود بما يساهم في حلّ قضايا المرأة السعودية وطرحها للنقاش في شكل جدي ومؤثر. وتقول المحاضرة في كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتورة حياة كمفر: «الاهتمام بالمرأة وقضاياها لا يزال خجولاً على الساحة المجتمعية، فهناك بعض الأنشطة تنظم في هذا اليوم، لكنها تظل محدودة ومقتصرة على فئات محدودة من المجتمع». وتضيف: «تنظيم الاحتفالات بيوم المرأة لا يحمل صفة الاستمرارية، إذ يحضر عاماً ويغيب أعواماً، وحضوره نابع من مبادرات شخصية من بعض الناشطين في حقوق المرأة». وتلفت كمفر إلى أهمية التعاون بين الجهات الحكومية التي تعمل فيها المرأة من تعليم وصحة وقطاعات أخرى لتنظيم احتفال بيوم المرأة العالمي مثل بقية الأيام التي تحتفل بها تلك الجهات. وتوضح: «المرأة نصف المجتمع وبالتالي الاحتفال بها وبإنجازاتها تكريماً لها، لما تقدمه في مجال خدمة مجتمعها». ودعت إلى تنظيم يوم متكامل للمرأة لمناقشة قضاياها، وعرض إنجازات السيدات القياديات والناجحات في المجتمع، والتوصل إلى مقترحات لحل بعض المعوقات التي تواجهها الى حدّ الآن في مجتمعها». وتتفق معها المعيدة في كلية الطب في جامعة الملك خالد في أبها والطبيبة في مستشفى الحرس الوطني الدكتورة حنان القحطاني في عدم وجود اهتمام خاص بالمرأة السعودية أو احتفال بيومها العالمي، وتقول: «من المفترض أن تُنظّم لقاءات أو منتديات عدة لمناقشة قضايا المرأة ومشكلاتها وتسليط الضوء على النماذج الناجحة من السيدات السعوديات». وترى ان وجود يوم كهذا يتطلب تشكيل لجنة من القطاعات الحكومية والخاصة التي تهتم بالمرأة «كي تكون هي الجهة المسؤولة عن التنظيم لمثل هذا اليوم». وتضيف: «هناك حراك مجتمعي كبير بما يخص قضايا المرأة ومشاركتها المجتمعية، وهذا الحراك يتطلب توحيد الصفوف بما يعود عليها بالنفع مستقبلاً»، مشيرة إلى أن المرأة السعودية أصبحت شريكاً أساسياً في بناء المجتمع ولها مشاركات كبيرة تبث من خلالها جدارتها وأصبح لها حضور حتى في المحافل العالمية وتم تكرمها محلياً وعالمياً على انجازاتها. واعتمدت الأممالمتحدة الثامن من شهر آذار (مارس) منذ عام 1977 كيوم عالمي مخصص للمرأة. وأتى هذا اليوم بعد محاولات عدة ابتدأت عام 1857 عندما خرجت الآلاف من السيدات الأميركيات في شوارع مدينة نيويورك احتجاجاً على الظروف اللاإنسانية التي كنّ يُجبرن على العمل في ظلّها... تلك المسيرة حققت نجاحاً في لفت الأنظار حول قضايا المرأة دولياً. ولم تتوقف مسيرة مطالبات المرأة عالمياً بحقوقها إذ تلت تلك الحادثة مسيرات واحتجاجات عدة اعتراضاً على أوضاع المرأة في دول العالم كافة، هذه السنة والعالم يحتفل بيوم المرأة ال35، لا تزال مظاهر هذا اليوم «شبة معدومة» في السعودية، على رغم أن قضايا المرأة السعودية من الأكثر إثارة للجدل والنقاش في المجتمع.