نجح أكثر من 50 مسلحاً، يعتقد محافظ الأنبار محمد قاسم الفهداوي بأنهم من تنظيم «القاعدة»، في قتل 27 رجل أمن في عملية استهدفت نقاط تفتيش ومنازل مسؤولين أمنيين في مدينة حديثة التابعة لمحافظة الأنبار. المسلحون الذين استقلوا 8 سيارات مصفحة سوداء كانت تستخدمها الشركات الأمنية الخاصة التابعة للجيش الأميركي وبيعت في السوق المحلية كانوا يرتدون زي القوات الخاصة. وأوضح الفهداوي أن التحقيقات الأولية في الأنبار تشير إلى أن المسلحين صادروا الهواتف النقالة لنقطة تفتيش في حديثة قبل أن يعدموا عناصرها كلهم، ونفذوا عمليات مشابهة في نقاط أخرى قبل أن يتوجهوا إلى منزل آمر فوج قوات التدخل السريع خالد الصايغ ليقتلوا أربعة من حراسه واقتادوه إلى جهة مجهولة. وعثر على جثته في أحد الأحياء السكنية القريبة. ثم توجهوا إلى منزلي معاونه المقدم محمد شوفير ومدير الاستخبارات النقيب خالد الحديثي وكتفوهما وأعدموهما رمياً بالرصاص. وأعلنت قياده الشرطة في الأنبار حظر التجوال في عموم المحافظة وبدأت عملية دهم وتفتيش واسعة بحثاً عن المسلحين. وأكد النقيب تايه طارق(أ ف ب) من شرطة حديثة أن المهاجمين «استخدموا سيارة رباعية الدفع سوداء اللون ثبتت عليها شعارات حكومية لتبدو مطابقة تماماً لتلك التي تستخدمها قوات الأمن». وأضاف أن «الهجمات استهدفت اربع نقاط تفتيش ومنزلين، أحدهما للعقيد والثاني للنقيب». وأشار إلى «وقوع اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمهاجمين، والعثور على جثة احد المهاجمين» عند السوق الرئيسي وسط حديثة. وكانت محافظة الأنبار التي تشترك مع سوريا بحدود طولها اكثر من 300 كلم، تعتبر معقلاً لتنظيم «القاعدة» قبل تشكيل مجالس «الصحوة» في أيلول (سبتمبر) عام 2006. وهجمات اليوم هي الأعنف في العراق منذ 23 شباط (فبراير) عندما قتل 42 شخصاً على الأقل وأصيب اكثر من 260 في سلسلة هجمات في مناطق مختلفة من البلاد. وسارعت الحكومة إلى إعفاء قائد العمليات في المحافظة اللواء عبد العزيز جاسم وعينت مكانه باللواء طارق العزاوي، لمواجهة حالة الاستياء الناجمة عن الحادث. واعتبر سياسيون من كتل مختلفة امس أن الحادث يشير إلى قدرة تنظيم «القاعدة» على تنفيذ هجمات نوعية، وقال نواب من «القائمة العراقية» إن لجوء الحكومة إلى تكليف القوات الخاصة اعتقال متهمين إجراء خطأ سمح بهذا الاختراق، فيما أكد نواب من كتلة «دولة القانون» التي يتزعمها رئيس الوزراء نوري المالكي أن الهجمات تحاول إحباط جهود العراق لاستضافة القمة العربية. إلى ذلك، اعلن الرئيس العراقي جلال طالباني أن بغداد أنجزت كل الاستعدادات اللازمة لاستقبال القادة العرب المشاركين في القمة، وقال في بيان، قبيل مغادرته امس إلى الولاياتالمتحدة الأميركية لتلقي العلاج، إن «التحضيرات الخاصة بمؤتمر القمة العربية اكتملت وأصبحت بغداد مستعدة لاستقبال القادة العرب».