أعتبر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط القمة ال15 لحركة عدم الانحياز ، التي ستبدأ أعمالها في شرم الشيخ الأربعاء، أنها تنعقد في ظل ظروف جديدة يمر فيها العالم بمفترق طرق، وقال في كلمة وجهها إلى كبار المسؤولين المجتمعين في شرم الشيخ أمس «إن عالم اليوم يختلف عن العالم الذي عايشناه منذ تأسيس الحركة منذ خمسة عقود»، مشيراً إلى تضاعف عدد السكان، وزيادة حدة الأوبئة، والتهديدات البيئية. وشدد على أن الأمر بات يتطلب صياغة نظام جديد يقوم عليه العمل الدولي، بالإضافة إلى نظرة شاملة للنظام المالي الدولي لهياكله ومؤسساته داعياً إلى عملية «صنع قرار» في العالم «أكثر ديموقراطية في تفادي الأزمات المالية التي أطاحت طموحات عدد من الدول النامية لتحقيق أهدافها الإنمائية الدولية في مواعيدها لكي لا ينفرد بصنع القرار الدولي عدد محدود من الدول في الوقت الذي تؤثر فيه انعكاسات هذه الأزمة في الدول كافة». وأوضح أبو الغيط أن مصر أخذت من وثيقة الاجتماع الوزاري الصادرة في هافانا في نيسان (أبريل) الماضي أساساً لعملية الإعداد للقمة وأضافت من جانبها عدداً من المقترحات والصياغات التي ستتبع مضمونها كخطة للتحرك خلال فترة رئاستها للقمة لتعزيز العمل الجماعي للحركة على المسرح الدولي. ويعمل الخبراء على إعداد مشروع «الوثيقة الختامية» للمؤتمر و «إعلان شرم الشيخ» اللذين قدمتهما مصر لرفعهما غداً إلى اجتماع وزارء خارجية دول الحركة. وقال أبو الغيط إن إعلان شرم الشيخ سيكون بمثابة رسالة حركة عدم الانحياز إلى دول العالم لتؤكد المبادئ السامية والنبيلة التي تقوم عليها الحركة وعناصر التوافق بين دولها. وعلمت «الحياة» أن الوثيقة الختامية ستؤكد دعم الحركة لمبادرة السلام العربية وخطة خريطة الطريق للرباعية الدولية كأساس لعملية السلام في الشرق الأوسط. وتقترح الوثيقة خطة لإصلاح وتطوير مجلس الأمن الدولي، وتعزيز العمل في الأممالمتحدة والجمعية العامة، ورؤية الحركة تجاه المجلس الدولي لحقوق الإنسان، ومواقف خاصة محددة بخصوص منع الانتشار النووي. وتعقد قمة عدم الانحياز تحت شعار «التضامن الدولي من أجل السلام والتنمية» بمشاركة وفود أكثر من 150 دولة من بينها 118 دولة عضواً في الحركة و29 دولة من الضيوف ودول أخرى تشارك بصفة مراقب و15 منظمة دولية. وعلم أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيترأس وفد المملكة العربية السعودية في قمة عدم الانحياز، وصرح المستشار السياسي للسفارة السعودية في القاهرة صلاح الطفران والذي يرأس وفد المملكة في الاجتماعات التحضيرية للقمة بإن هذه القمة تعقد في وقت حرج جداً يمر فيه العالم بمرحلة جدية تتطلب تضافر الجهود الدولية كافة للتغلب على الأزمات العالمية سواء السياسية أو الاقتصادية. كما ذكرت مصادر ديبلوماسية أمس أنه من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني نظيره الهندي مانموهان سينغ على هامش قمة دول عدم الانحياز التي تعقد في شرم الشيخ اللذين تجمعهما علاقات باردة منذ ثمانية أشهر في محاولة لاستئناف الحوار حول عملية السلام. وكان رئيس الوزراء الهندي اطلق دعوات للسلام مع باكستان شرط أن تقضي باكستان على «الإرهاب» على أراضيها.