قال مسؤولون أميركيون إن إيران تعزز دعمها العسكري والاستخباراتي للقوات الحكومية السورية في قمعها لمعاقل المعارضة في البلاد، مشيرين في تصريحات إلى صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس إلى أن الإيرانيين «قدموا معدات وأسلحة وأجهزة تقنية - وحتى أدوات مراقبة - للمساعدة على وقف الاضطرابات». وقالت الصحيفة نقلاً عن ثلاثة مسؤولين لم تسمهم مطلعين على تقارير الاستخبارات القادمة من المنطقة، أن إيران زادت إمداداتها من الأسلحة ومساعدات أخرى للرئيس السوري بشار الأسد في قمعه الحركة الاحتجاجية في مدينة حمص بالذات. ونقلت عن أحد المسؤولين قوله إن «المساعدة القادمة من إيران تتزايد وتركز أكثر فأكثر على المساعدة القاتلة». وتابعت إن التقارير التي تؤيدها الاستخبارات الأميركية تشير إلى إصابة إيراني بجروح بينما كان يعمل مع قوات الأمن السورية داخل البلاد. وأشار المسؤول نفسه أيضاً إلى أن «مسؤولين أمنيين إيرانيين سافروا إلى دمشق لتسليم المساعدة». وقال مسؤول أميركي ثان إن إيران أرسلت عدداً من عناصر أكبر جهاز للأمن فيها أي وزارة الاستخبارات والأمن، إلى دمشق للمساعدة في تقديم المشورة وتدريب نظرائهم السوريين المكلفين قمع الاحتجاجات، بحسب الصحيفة نفسها. وأضافت نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن قائد قوة القدس قاسم سليماني قام بزيارة واحدة على الأقل إلى دمشق في الأسابيع الأخيرة. وأعرب المسؤولون عن قلق أميركا من اعتزام بعض الدول العربية تسليح صفوف المعارضة السورية، مشيرين إلى أن هذا يزيد من مخاوف المسؤولين الأميركيين إزاء احتمالية «توسيع الصراع وامتداده للدول المجاورة لسورية». فيما بدت إدارة باراك أوباما، على الأقل إلى الآن، مصرة على التمسك بسياسة الضغط الاقتصادي والديبلوماسي، كأفضل وسيلة، في تقديرها، لدفع الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، نقلت الصحيفة الأميركية عن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، جيفري فيلتمان، في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الخميس، قوله: «ليس واضحاً لدينا ما إذا كان تسليح الناس حالياً سينقذ حياة المدنيين أو يؤدي إلى زوال نظام الأسد». لكنَ ديبلوماسياً عربياً بارزاً، كما وصفته الصحيفة، كشف عن أن دول عربية تستعد للتحرك «في أقرب وقت ممكن» في غضون «أيام أو أسابيع على الأكثر». وأضاف أن «التأخير لاعتبارات لوجستية وليس لأسباب سياسية». وعلى رغم تحفظ الولاياتالمتحدة في شأن مسألة التسلح، لا تتوقع مصادر ديبلوماسية أن إدارة أوباما لن تعارض القرارات التي تتخذها الدول منفردة لتقديم أسلحة إلى المنشقين عن الجيش السوري. ونقلت «واشنطن بوست» عن الديبلوماسي العربي قوله: «لا أعتقد أن أحداً سوف يقف ويصرخ» اعتراضاً على تسليح المعارضة السورية. غير أن الصحيفة أشارت إلى أن الإدارة الأميركية تدرس حالياً تدريب ما أسمتها «المعارضة المسلحة» ومساعدات «لوجستية»، بما في ذلك معدات الاتصالات، على غرار ما قدمته لقوات المعارضة الليبية.