لو أخبرت مصرياً عن وجود سائق سيارة أجرة لم يرفع التعرفة، بعد قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات، لاتهمك بالمبالغة، لكنه إذا حالفه حظه بالركوب مع السائق مجدي عيّاش (58 عاماً)، من حي فيصل الشهير في الجيزة إلى ميدان التحرير وسط القاهرة، سيكتشف أمراً يندر أن يتكرر. عيّاش، الذي يعمل سائقاً منذ عشرين عاماً، ويمتلك سيارة أجرة سعة 14 راكباً، فاجأ زبائنه، بالإبقاء على تعرفة الركوب كما هي من دون زيادة، بواقع 150 قرشاً (جنيه ونصف الجنيه)، بدلاً من جنيهين، بخلاف ما فعلته غالبية زملائه من السائقين. "الحكومة أقرت للسائقين زيادة التعرفة عشرة قروش، والناس لا تتعامل بهذه العملات المعدنية منذ سنوات، لذلك رأيت عدم زيادة الأجرة من الأساس، والحمد لله، الأمور تسير بشكل جيد، هناك بالطبع أناس جشعون ومستغلون، لكن حين تعمل بضمير فإن الله يبارك عملك"، يقول عيّاش مبرراً قراره عدم زيادة الأجرة. ويشرح عياش أن قراره الإبقاء على التعرفة القديمة، حفزته رغبة في مساعدة الدولة:"زيادة سعر الوقود قرار جيد لأن الاقتصاد في وضع سيء، عشرة جنيهات بالنسبة إلي لا تعني شيئاً، لكنها تعني الملايين بالنسبة للحكومة، وأرجو أن تذهب حصيلة زيادة أسعار الوقود إلى دعم الصحة والتعليم وصيانة محطات توليد الكهرباء كي لا يتكرر انقطاع التيار الكهربائي كما يحدث حاليا بشكل يومي". ويتابع قائلاً: "سياراتي تعمل بالسولار، وأسير في الشوارع ملتزماً بالقانون، ولا مشكلات لديّ في ما يتعلق بالمخالفات أو غير ذلك". ويبتسم عيّاش حين يُسأل عن مشاركته في الانتخابات الرئاسية الماضية: "انتخبت الرئيس عبد الفتاح السيسي طبعاً، وأنتظر منه توفير فرص عمل للشباب للقضاء على البطالة، وأن يتم إصلاح مشكلات البلد في الطرق والمواصلات"، ويتابع :"من المهم أيضا محاربة الفساد والرشاوى، وأن يسود القانون على الجميع". يعمل عيّاش من السادسة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً يومياً، ولديه ثلاثة أبناء، أماني (28 عاماً)، وهي حاصلة على ليسانس في الحقوق، ونيرمين (26 عاماً)، مدرسة للغة الانجليزية، وهاني (22 عاماً)، بكالوريوس نظم معلومات.