اضطر كثير من أهالي منطقة حائل لتغيير جزء أصيل من عاداتهم الأسبوعية وهي قضاء عطلة نهاية الأسبوع في المتنزهات والبر، ليضطروا إلى الجلوس في بيوتهم، بعد هجمة مزدوجة لموجتي غبار وبرد على المنطقة، فيما توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تستمر اليوم الرياح النشطة على مناطق شمال وشرق المملكة، لتشمل منطقة الرياض والقصيم، وتكون الفرصة مهيأة لهطول أمطار متفرقة على أجزاء من المناطق الشمالية. وكان تقرير لرئاسة الأرصاد حذر أخيراً من تعرض أجواء مدن المملكة لموجة برد وغبار وتقلبات عدة خلال الأيام الحالية، وهو ما أدى إلى خلو المنتزهات البرية في مدينة حائل من مرتاديها، الذين اعتادوا قضاء نهاية الأسبوع في المتنزهات البرية. وذكرت أم مشاري أن التقلبات الجوية المفاجئة قبل نحو أسبوعين تسببت بإصابتها بسعال شديد، ومن ثم التهاب بالقصبة الهوائية، وهو ما أدى إلى إصابة ابنتها أيضاً بالمرض نفسه، لافتةً إلى أنها أصبحت تخشى أن تصاب بالحمى مجدداً، وفضلت البقاء في منزلها على الخروج بابنها إلى البر. بينما أشار سعود الفريح إلى أنه من هواة الرحلات البرية والتنزه كل يوم خميس، إلا أنه شعر بأنفلونزا حادة وارتفاع في درجة الحرارة، وقد أخبره الطبيب بعد توجهه للمركز الصحي بضرورة الالتزام بتعليماته، وأهمها الراحة التامة وعدم استبدال ملابسه بالصيفي الخفيف، كون الجو في هذه الفترة غير مستقر تماماً، لافتاً إلى أنه يجب الحرص على تخفيف الملابس وكذلك عدم تناول المثلجات والمشروبات الباردة، إذ إنها تسبب التهابات في القصبات الهوائية. وأوضح اختصاصي الأمراض الصدرية الدكتور إيهاب صلاح ل«الحياة» أن أبرز ما يسهم بانتشار الأنفلونزا هو إقبال البعض على تناول المرطبات الباردة وكذلك التخفيف من الملابس الشتوية واستبدالها بملابس خفيفة، ولا سيما إذا ارتفعت درجة الحرارة قليلاً، ولا سيما أن الطقس في هذه الفترة غير مستقر، مشيراً إلى أهمية الالتزام بالتعليمات الطبية وأهمها الراحة التامة وعدم الخروج في الأجواء الباردة. من جهة أخرى، فمع بداية إجازة نهاية الأسبوع تعرضت منطقة تبوك إلى رياح مثيرة للغبار أول من أمس، أدت إلى انعدام الرؤية، ولا سيما على المناطق المفتوحة والطرق السريعة. وأوضح مدير إدارة مرور منطقة تبوك العقيد محمد النجار أن الدوريات الأمنية انتشرت عند التقاطعات والمداخل الرئيسية، ولم يتم تسجيل أي بلاغات عن حوادث مرورية بسبب الغبار، مهيباً بالجميع التقيد بالسرعة المحددة، ولا سيما في المناطق المكشوفة. فيما ذكر المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني في المنطقة العقيد ممدوح العنزي أن التعليمات تركز على البقاء في المنزل في مثل هذه الظروف إلا عند الضرورة حفاظاً على سلامة الجميع، لافتاً إلى أنه على أصحاب الأماكن العامة والمكشوفة مثل محطات الوقود والورش والاستراحات تفقد وسائل السلامة وإجراء الصيانة اللازمة لها خشية دخول الغبار إليها وتعطيلها عن العمل. من جانبه، لفت مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام الصحي بصحة تبوك عطاالله العمراني أن غالبية الذين راجعوا أقسام الطوارئ في مستشفيات تبوك جراء موجة الغبار التي اجتاحت المنطقة أول من أمس من مختلف الفئات العمرية هم من مرضى الربو وحساسية الصدر، مشيراً إلى أن مراكز الرعاية الصحية الأولية ومستشفيات المنطقة في جاهزية تامة وأن أقسام الطوارئ بالمستشفيات تعمل على مدار الساعة لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، وتقديم الخدمة العلاجية لهم بشكل فوري.