ارتبط اسم عبدالعزيز قاسم بالإثارة منذ أن خاض تجربة «المكاشفات»، وتحرير ملحق الرسالة في الزميلة «المدينة»، ووصولاً إلى تقديمه أخيراً برنامج «البيان التالي» في قناة «دليل». وفي الآونة الأخيرة علت وتيرة الهجوم عليه في مواقع إلكترونية، وذلك لاستضافته المناوئين للفكر الإسلامي والترويج لهم - بحسب مهاجميه - إضافة للتضييق والهجوم على الدعاة أثناء محاورتهم. وكان آخر ما صرح به وأثار الهجوم عليه هو دعوته لما أسماه «السينما المحافظة». «الحياة» سألته عن هذا الهجوم وعن عدد من الموضوعات المتعلقة، فإلى نص الحوار: بداية، ما تعليقك على الهجوم الذي يشنّ عليك أخيراً في منتديات الإنترنت بسبب برنامج «البيان التالي»؟ - ما تسميه هجوما أنا لا أنظر إليه بهذه الصيغة العدائية، بل هو نقد، ونقد قوي للبرنامج من بعض مشاهديه، وأنا أتقبله من أحبة يكرمونني بمتابعتهم لي كل أسبوع، ومن حقهم إبداء رأيهم وإن كان قاسياً، والقسوة هذه أتت بعد حلقة الشيخ محمد الهبدان الذي كان لا يرى السينما ويقف منها موقفا مضاداً بالكامل، وحاولت أن أبسط وجهة النظر الأخرى داخل الطيف الإسلامي، بضرورة استخدام هذه الأداة الإعلامية وتجييرها للخير والدعوة، بل حتى المداخلين كانوا من داخل هذا الطيف ولم يشارك أي ليبرالي سعودي، وأحببت إيصال رسالة بأن هناك في داخل التيار الديني من يرى السينما وضرورة استثمارها وتوجيهها للخير. حدثنا عن توجه البرنامج وكذلك القناة بمعنى وهل تروجون لأهل الفساد عبر استضافتهم، وبالتالي ترويج أفكارهم - كما يقول مهاجموك - أم أنكم تهدفون لكسب جمهور جديد من خلال أسلوب الإثارة وجمع الأضداد؟ - توجه قناة «دليل» يسأل عنه الدكتور عبدالله القرشي مدير عام القناة. وبالمناسبة هو صاحب فكرة برنامج «البيان التالي»، وكنت رافضاً تماماً الظهور بالفضائيات في هذه الفترة، ولكن لمنزلته في نفسي وافقت، والرجل مؤمن شديد الإيمان بنجاح البرنامج، وأرجو ألا أخيب ظنه، وأدين له بالكامل في حال النجاح. لذلك رفضت وسأرفض أي عرض للانتقال إلى قناة أخرى وفاءً للرجل وللقناة التي تبنتني. أما شبهة الترويج لأهل الفساد فهي شبهة قديمة رافقتني من أيام ملحق «الرسالة»، وكنت أردد دائماً: إن كنت واثقاً من منهجك وفكرك على أنه الحق والصواب، فبإمكانك الدفاع عنه بسهولة وتقديمه للآخرين بقوة وإقناع، أما إن كان منهجك هشاً لا يحتمل الصمود والوقوف ومقارعة الأفكار الأخرى، فتلك مشكلة في منهجك وفكرك. وبرأيي أن القناة تتماشى مع دعوة خادم الحرمين الشريفين في التقاء الأطياف الفكرية، وتدعم مشروع فكرة الحوار الوطني، فكلنا أبناء وطن واحد، نختلف في رؤانا ولكن يجمعنا هذا الدين وحب الوطن. توصف بأنك مذيع غير حيادي، وتقسو على ضيوفك كثيراً، خاصة المحافظين منهم، وذلك عبر تلبس لباس المخالف لهم ونقض أفكارهم ما ردك؟ - أول درس تعلمته علي يد الخبير الإعلامي الذي أتلقى بعض دروس الإعلام الفضائي على يديه قوله: أكبر كذبة حيادية المذيع، والمذيع يتقمص الأدوار بحسب ضيوفه، وإلا أصبح البرنامج ذا اتجاه واحد، لا طعم ولا لون ولا رائحة له. وبالمناسبة هذا ما كنت أفعله مع ضيوفي في مكاشفاتي الصحافية، لذلك لم يعتد هذا الجمهور الوفي والمتدين هذا الأسلوب، ولربما مع بعض الخبرة الفضائية لي ومع مضي الوقت سيعتاد هذا الجمهور، الذي هو برأيي أصعب جمهور على الإطلاق. لأنه حساس جداً ومع ثوابته ورموزه ومؤسساته ويرفض أي نقد له، ولكنه يبقى الجمهور الأكثر قوة وتأثيراً في الوسط الفكري، وأنا أشرف بالانتماء لهذا الفكر. طرحت فكرة السينما المحافظة، فما هي؟ وكيف تنظر إلى رفض المحافظين فكرة الدخول في مجال السينما؟ - يا سيدي الفكرة باختصار، وقد طرحتها من قبل أربع سنوات وهي دعوتي الآن وغداً، بضرورة أن يسخر التيار الإسلامي هذه الأداة الإعلامية، ووسائطها شديد الإبهار، في الدعوة إلى الله. وتقديم قيمنا المحافظة التي تنبع من أصالة هذا المجتمع عبرها. وأكدت رؤيتي الآنفة لمرات عديدة في البرنامج مع فضيلة الشيخ الهبدان، بل قلت له: إن الله أخذ عليكم الميثاق في تبيان هذا الموقف الشرعي، وإن لم تفعلوا فأنتم آثمون. ولكن إشكاليتي في الجزء الثاني، بضرورة الإفادة من تجارب الماضي وعدم تكرار الخطأ، وانتظار أن تعمّ النازلة وتشيع وتتفشى، ثم نبحث بعد ذلك عن البدائل. تصور أن الفارق الزمني بين قناة mbc وبين قناة المجد قرابة 12 عاماً، كان من الممكن اختصارها لو وجهت دعوة من الشرعيين لرجال الأعمال والإعلاميين في أزمنة ظهور الفضائيات، وبضرورة بل ووجوب إيجاد بدائل محافظة تقي الأسرة المسلمة من غوائل تلك الأقنية البعيدة عن منهجنا وقيمنا. يا سيدي فيلم عالمي واحد عن الإسلام يؤثر في زمن يسير، وفي رقعة جغرافية واسعة، بما لا يمكن لآلاف الدعاة أن يفعلوه في سنوات طويلة. أما الرفض فهي لشريحة بسيطة في رأيي، لاستخدام هذه الأداة المؤثرة في الدعوة إلى الله، الشريحة الكبيرة بل غالب المحافظين هي في رفض افتتاح دور سينما بالسعودية ، وتلك قضية أخرى.