أكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن «الانتقادات الموجهة إلى سياسة النأي بالنفس (عن التطورات السورية) هي لأسباب داخلية»، معلناً أن «هناك مؤامرة لإحداث فتن في العالم العربي». وقال: «العروبة في خطر، والعرب أصبحوا في حاجة إلى قانون لإلغاء الطائفية والمذهبية». واجرى بري محادثات رسمية في قبرص امس، مع الرئيس القبرصي ديميتريس خريستوفياس في مقر الرئاسة.وتركز البحث وفق مكتب بري الإعلامي، على «ملف النفط والمنطقة الاقتصادية الخالصة بين لبنان وقبرص، وأكد الرئيس القبرصي انه اعطى تعليماته لتسهيل انجاز الاتفاق بين البلدين ونوه بالصداقة التي تربط بين لبنان وقبرص». وأجرى بري محادثات مع نظيره القبرصي ايناكيس اوميرو، وعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً، وأكد المسؤول القبرصي التعاون في مجال العلاقات الدولية والطاقة والمنطقة الاقتصادية الخالصة، فيما دعا بري الى وجوب «دفع حكومتي البلدين للوصول الى اتفاق يتعلق بتزويد لبنان قبرص بالمياه العذبة. وكبرلمانيون مستعدون للتصديق عليه». وعن النفط، قال ان المحادثات «كانت مكثفة وسأتابعها حتى تصبح اتفاقية المنطقة الاقتصادية بصيغتها النهائية»، مشيراً الى ان «مشكلة لبنان مع اسرائيل مخافة ان تحرم لبنان حقه بأكثر من 850 كلم مربعاً بحرياً»، ومؤكداً وقوف لبنان مع «وحدة قبرص». وكان بري اشار أمام الهيئة الإدارية الجديدة لمراسلي الصحف العربية، قبل مغادرته بيروت إلى أن «لبنان يجب أن يكون مركزاً دائماً لحوار الحضارات». وكشف أنه «يحاول بلورة هذه الفكرة بالسعي لجعل بيروت مقراً دائماً لحوار الأديان والمذاهب، من خلال اتصالات مع مرجعيات وجهات معنية منذ شهرين». وأعرب عن «خشيته من المنحى الذي نشهده اليوم والذي يصب في مؤامرة التفتيت والتقسيم في المنطقة»، مذكراً بتحذيره «في مهرجان ذكرى تغييب الإمام الصدر من أننا على أبواب سايكس بيكو جديد». ورأى أن «الذي حصل أكمل مؤامرة على العروبة والما قد يحصل يكمل مؤامرة على الإسلام». وعن توصيفه المؤامرة، قال: «يطلبون منا أن ننتقل من سجن سيء إلى سجن أفضل». وسأل: «هل المطلوب أن يعطى الفرد في الأمة العربية بعض الحريات على الصعيد الفردي مقابل ألا نطالب بشيء يضر بإسرائيل؟». وأضاف: «لبنان لا يستطيع أن يؤثر بما يجري في المنطقة، لكنه بالتأكيد يتأثر بها. ومن هنا جاءت فكرة النأي بالنفس التي يستفيد منها كل اللبنانيين». وأعرب عن اعتقاده «بأن الانتقادات التي توجه لسياسة النأي بالنفس هي لأسباب داخلية ولو أتى الذين ينتقدونها إلى السلطة لساروا بها». وأعلن أن «سياسة الحياد التي نتخذها هي سياسة الحياد الإيجابي، فنحن لسنا حياديين في ثلاث حالات: الحالة الأولى العداء لإسرائيل، والثانية، نحن لسنا حياديين إزاء الإجماع العربي. والثالثة: نحن لسنا حياديين بين الحق والباطل». وعن الوضع السوري، سأل: «هل تقدم أحد في العالم وخصوصاً العرب، بمبادرة سياسية للحل في سورية؟»، معرباً عن مخاوفه «من محاولات خلق فتنة مذهبية والعمل على تقسيمها».