كشفت دراسة حديثة تحت عنوان خصائص الأسرة المرتبطة بالعنف ضد الأطفال أن غالبية أسر الأطفال المعنفين من ذوي الدخل المنخفض، إلى جانب كونها أسراً كبيرة. ووفق الدراسة الميدانية المطبّقة على الأطفال المودعين دار الحماية الاجتماعية في محافظة جدة، فإن تدني المستوى التعليمي للوالدين سبب إضافي للعنف الأسري. الدراسة التي انطلقت كمشروع بحثي لدرجة الماجستير مقدم من الباحثة إيمان عسيري، الطالبة في قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في كلية الآداب في جامعة الملك عبدالعزيز، تهدف إلى توعية الوالدين بأساليب التربية الصحيحة وعدم اللجوء الى أسلوب القسوة والعنف في التعامل مع الأطفال، عبر إقامة دورات تأهيلية من جانب المختصين وتشجيع الوالدين على حضورها. وأظهرت عسيري ارتباطاً عكسياً بين دخل الأسرة الشهري وبين العنف الجسدي والنفسي الواقعين على الطفل، وارتباطاً طردياً بين تعرّض الوالدين أو أحدهما للعنف في صغره وبين العنف الجنسي والجسدي. ووجدت أنّ التوسع في البرامج اللازمة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدنية، أمر سيساعد في تخفيض نسبة الأطفال المعنفين. ودعت إلى وضع استراتيجيات ملائمة لتنظيم الإنجاب تستند إلى تشريعات ملزمة توفر الحماية للأطفال وتمكنهم من حقوقهم، وكذلك التوصية بتقنين وتنفيذ جزاءات رادعة لكل من يرتكب العنف ضد الأطفال، وكذلك كل من يتهاون عن التبليغ عند الاشتباه بكون المريض أو الطالب ضحية عنف أسري. وأوضحت عسيري أن دراستها هدفت إلى التعرف على خصائص الأسرة المرتبطة بالعنف ضد الأطفال. ومن ثم رصد العلاقة بين خصائص الأسرة وبين أنواع العنف ضد الأطفال. وأجريت الدراسة في دار الحماية الاجتماعية في محافظة جدة التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة، والتي يودع بها الأطفال الذين تعرضوا أو يتعرضون للعنف داخل أسرهم. واعتمدت الدراسة على العينة «العمدية»، البالغ حجمها 63 طفلاً (ذكور وإناث) تتراوح أعمارهم منذ الولادة وحتى 13 عاماً. كما استخدمت الدراسة منهج «المسح الاجتماعي» و«أداة الاستبيان» لجمع البيانات. وتوصلت إلى أن غالبية الأطفال تعرضوا للعنف الجسدي في المرتبة الأولى، يليه العنف النفسي، ثم الإهمال، وأخيراً العنف الجنسي. إذ بلغت نسبة العنف الجسدي 41.3 في المئة من الأطفال، يليها العنف النفسي وبلغت نسبته 28.6 في المئة، وبفارق بسيط عن الأطفال الذين تعرضوا ل «إهمال» التي بلغت 25.4 في المئة. أما النسبة الأقل فكانت للأطفال الذين تعرضوا لعنف جنسي بنسبة بلغت 4.8 في المئة. وأوضحت الدراسة أن 61.9 في المئة من الأطفال المعنفين يتبع والداهم أسلوب القسوة في التنشئة، وفي غالبهم سبق وأن تعرض أحد والديهم للعنف في صغره، إضافة إلى أن أكبر نسبة من الأطفال المعنّفين في الدار هم من الإناث بنسبة 54 في المئة.