أكد رئيس مجلس الحكم السابق، رجل الدين السيد محمد بحر العلوم، ان العراق لم يتخلص منذ عام 2003 من الديكتاتورية، وان المحاولات التي بذلت في هذا الصدد فشلت. وقال بحر العلوم في محاضرة في مؤسسة الحكيم في النجف: «لم نتمكن بعد من التخلص من نظام الديكتاتورية أو تثبيت ركائز الاستقرار في البلاد على رغم كل المحاولات لكنها (المحاولات) فشلت، ومازالت أخطارها القاتلة شاخصة أمام أعيننا، وهذه حقيقة يجب ألا نراوغ فيها». وأضاف أن «أهم دواعي تدهور الوضع، أن العراق أصبح ساحة للصراع الإقليمي والدولي على شتى المستويات والأبعاد، ما أثر في مسيرته الوطنية والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية». وأشار الى ان «الكتل السياسية التي برزت على الساحة بعد سقوط النظام المباد لم تألُ جهداً في معالجة الوضع المأسوي، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وأعتقد بأن العشرات، بل المئات من العراقيين فكروا وبذلوا جهداً في وضع رؤى مستقبلية لتحسين المسيرة السياسية قبل أن يغمرنا طوفان التغيير الخطير الذي أصبح منا على رمية رمح». ورأى ان تقوم الحكومة بعمليات أهمها «تنظيم الأحزاب على المستوى الوطني، فتعدد الأحزاب دليل عافية في كل العالم، وتعبير واضح عن نمو الكيان الاجتماعي في البلاد. كما أن فرض الحزب الواحد مظهر من مظاهر التحكم السلطوي الفئوي في مصائر الأمة والبلاد. وقد أثبتت ذلك نقمة الشعوب على حكامها الذين وصلوا إلى السلطة نتيجة أرادة الحزب، ولعل بعض الدول التي أصابها الربيع العربي بالأمس القريب بقيت لهذا اليوم تعاني عدم الاستقرار السياسي نتيجة الحزب الواحد». وتابع: «يجب ان نقوم بالتعديلات الدستورية، فالدستور يعتبر اهم مكتسب سياسي للعراقيين، ولكن مازالت هناك حاجة الى بعض التعديلات. ولو قدر للجنة كتابة الدستور ان تنظر الى ما قُدم من افكار لتجاوزنا الكثير من الإشكالات». وعلى المستوى الاجتماعي، أكد بحر العلوم أنه «تجب إعادة اللحمة إلى النسيج العراقي، برفع الحيف عن القطاعات الفقيرة، وإعادة المهجرين المنتشرين في العالم إلى بلدانهم. وتلبية مصالح الناس بتهيئة مستلزماتهم الحياتية، وبذل الجهد في دفع الأضرار الناشئة عن الأعمال الإرهابية، وإيقاف نهر الدم نتيجة الصراعات الطائفية والسياسية والإثنية والمذهبية»، وشدد على «وحدة النسيج، والحفاظ عليه من تسلط هذه الآفات الخطيرة، فلا بد من الاهتمام بكل مقومات الإنسان الحياتية». ودعا الى إعادة النظر في المناهج التربوية والتعليمية. واكد أن «الحكومات المتعاقبة لم تحاول الإصلاح، وهناك عوامل داخلية وخارجية أعاقت عملية الإصلاح».