دفع العجز المالي صالح نعيم إلى التوقف عن تناول علاجه، على رغم إصابته بالشلل النصفي منذ نحو تسعة أعوام. وكانت معاناة نعيم بدأت عندما أصيب بورم في العمود الفقري وآلام مبرحة انتهت بفقدانه القدرة على الحركة. وتقول زوجته: «قبل تسع سنوات أدخل زوجي إلى المستشفى لإجراء جراحة استئصال الورم، ولم يمضِ وقت طويل على إجرائها حتى عاد الورم مرة أخرى، وهو ما اضطر الأطباء إلى إجراء جراحة أخرى بغية استئصال الورم الجديد». وتضيف: «تكرر فشل الجراحة، بل إنها أثرت في عموده الفقري، وهو ما تسبب في إصابة زوجي بالشلل النصفي، إضافة إلى وجود صديد بين الفقرات»، لافتة إلى أنه وخلال الجراحة استأصل الأطباء أربع فقرات، أدى بالتالي إلى فقدانه القدرة على الحركة. مأساة نعيم لم تتوقف على الإعاقة والمعاناة النفسية والشعور بالضعف التي تعرض لها نتيجة لذلك، بل تجاوزت إلى فقدانه مصدر رزقه، إذ كان يعمل في شركة خاصة قبل إعاقته. ويتذكر نعيم بعين دامعة تلك الفترة: «كنت أعمل في إحدى الشركات وعلى رغم أن طموحاتي كانت تعانق السماء، إلا أن ما كان يهمني في ذلك الوقت هو مستقبل أسرتي»، مستدركاً: «فجأة تغيرت الأمور وانقلبت الأحوال، فبعد الإعاقة ومع طول فترة مرضي استغنت الشركة عن خدماتي». ولا يخفي أن حالته الصحية ما زالت في تدهور مستمر، موضحاً أن الهم والحزن والعجز كلها عوامل أسهمت في زيادة آثار الإعاقة، «لا أعلم هل أحزن على وضعي الصحي أم على مستقبل أسرتي أم على عدم إكمال علاجي في مستشفى متخصصة؟!». وتشير الزوجة الصابرة إلى أن الأطباء شددوا على ضرورة إكمال علاجه في مركز متخصص في إحدى الدول الأوروبية، «لا نملك المال لإكمال العلاج في الخارج، ولا سيما أن تكاليف الجراحة تبلغ نحو نصف مليون ريال»، متمنية من المسؤولين في وزارة الصحة وفاعلي الخير مساعدة زوجها والتبرع بعلاجه في أحد هذه المراكز.