عززت قوات الجيش السوري قصفها أمس ضد مناطق يتواجد فيها معارضون ومنشقون في حمص. وقال ناشطون وشهود إن القذائف والصواريخ استهدفت بشكل خاص أحياء الخالدية وعشيرة والبياضة وبابا عمرو والمدينة القديمة في حمص امس. وتحدث الناشطون عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح. يأتي ذلك فيما صرح ناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر، أن اللجنة دخلت مدينة حماة امس ووزعت مساعدات لحوالى 12 الف شخص. وقال الناطق: «إنها المرة الاولى منذ 17 كانون الثاني (يناير) التي نعود فيها الى المدينة التي طالتها اعمال العنف». وإلى جانب المساعدات الغذائية التي يفترض ان تغطي احتياجات السكان لشهر واحد، وزعت اللجنة معدات طبية ومواد مساعدة، وجاء ذلك فيما اقتحمت قوات سورية ترافقها آليات عسكرية بلدة خطاب في ريف حماة وسط اطلاق رصاص كثيف. وعن العمليات الأمنية في حمص، قال الناشط المعارض محمد الحمصي لرويترز، إن القصف العنيف بدأ على الخالدية وعشيرة والبياضة وبابا عمرو والمدينة القديمة فجر امس. وأضاف أن الجيش يطلق النيران من الطرق الرئيسية على الأزقة والشوارع الجانبية. وتابع أن تقارير أولية تشير إلى سقوط قتيلين على الأقل في منطقة السوق. وقال ناشطون إن ما لا يقل عن 20 شخصاً قتلوا امس، أغلبهم في حمص. وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنها وثّقت أسماء عشرين قتيلاً سقطوا امس كان من بينهم 13 في حمص وثلاثة في إدلب وقتيلان بريف دمشق وقتيل في كل من حلب ودرعا. من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن سبعة على الأقل قتلوا في قصف حى بابا عمرو المحاصر. وأظهرت لقطات فيديو حُمِّلت على مواقع اجتماعية على الإنترنت، منطقة بابا عمرو في حمص تتعرض للقصف وأضراراً لحقت بمنزل انهار جداره. وقال المرصد إن «أصوات الانفجارات تهز أحياء بابا عمرو والخالدية وباب السباع، كما يسمع في حيي الخضر والحميدية صوت اطلاق رصاص كثيف»، كما أشار الى اصابة اكثر من عشرين مواطناً بجروح في «انفجار شديد وقع عند مدخل مدينة الرستن في محافظة حمص وهز أرجاء المدينة». وأعرب الناشط ابو بكر من بابا عمرو في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس، عن مخاوفه من ان يفعل النظام بحمص ما فعله في حماة منذ ثلاثين عاماً، حيث أدى هجوم عنيف للقوات السورية الى مقتل حوالى عشرين ألف شخص على مدى أربعة اسابيع، وقال: «إن هدفهم الوحيد تكرار مجزرة حماة». وتابع: «حمص هي عاصمة الثورة السورية، لذلك يريدون قمعها مستخدمين أشد أنواع العنف، ظناً منهم بأنهم إن قَتلوا الجميع سيقتلون الثورة». وأشار ابو بكر الى «مقتل 700 شخص في بابا عمرو منذ الرابع من شباط (فبراير) -بداية القصف- من دون المفقودين ومن لم نتمكن من تحديد هويته». وأكد الناشط أن «الناس مستمرون في المقاومة» على الرغم من تردي الاحوال الإنسانية في الأحياء المحاصرة. وتابع أنه «لم يتناول سوى البصل والثوم منذ يومين، فيما كان يتناول من قبل الزيتون، الذي نفد الآن»، مضيفاً أن السكان «كانوا يجمعون ماء المطر للشرب، لكن المطر توقف منذ اسبوع». في ريف حمص، تحدث المرصد عن «انتشار عسكري امني يترافق مع اطلاق رصاص كثيف في محيط مدينة القريتين»، مشيراً إلى «أنباء عن إصابة العشرات بجروح في المدينة». ولفت الى ان ذلك يأتي غداة مقتل شاب في اطلاق رصاص على متظاهرين. وحتى الآن فشلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في التوصل الى وقف لإطلاق النار يسمح بإجلاء الجرحى وتوصيل المساعدات التي يحتاجها السكان بشدة. وقالت اللجنة إن الأوضاع في مناطق من حمص تسوء كل ساعة. وتجري اللجنة محادثات مع السلطات السورية وقوات المعارضة منذ أيام لتأمين الدخول للأحياء المحاصرة، مثل بابا عمرو، حيث قال نشطاء محليون إن مئات المصابين يحتاجون العلاج، وإن آلاف المدنيين يواجهون نقصاً في المياه والأغذية والمؤن الطبية. وفي إدلب، أفاد المرصد في بيان: «استشهد مواطنان من بلدة تفتناز في محافظة إدلب (شمال غرب) إثر سقوط قذيفة مصدرها القوات العسكرية على سيارة كانت تقلهم في قرية الطلحية». وفي دمشق، أفاد ناشطون عن وفاة فتى متاثراً بجروح أصيب بها أمس إثر إطلاق نار عشوائي من القوات السورية في بلدة زملكا ريف العاصمة. كما نفذت قوات الأمن وفق المرصد، «حملة مداهمات واعتقالات في بلدتي الصنمين وناحتة الواقعتين في ريف درعا (جنوب) بحثاً عن مطلوبين، ما أسفر عن اعتقال تسعة مواطنين».