كشفت مصادر مطلعة ل «الحياة»، قلق وزارتي التربية والتعليم والصحة أخيراً، من انتشار «اضطرابات عوز اليود» بين طلاب وطالبات المدارس، الأمر الذي دعاهما إلى تقصي نسبة الإصابة به في المدارس السعودية، لما يسببه من تأخر في النمو العقلي، وزيادة في الإعاقة الذهنية والبدنية، وخفض نسبة الذكاء، إضافةً إلى ضعف التحصيل الدراسي لدى الطلاب المصابين بالمرض. وشددت وزارة التربية والتعليم في تعميم (تحتفظ «الحياة» بنسخة منه) على مديري ومديرات الصحة المدرسية في المملكة بضرورة التنسيق مع فريق بحث اختصاصي من جانب وزارة الصحة لتقصي مدى انتشار اضطرابات «عوز اليود»، وعدد الأسر التي تستخدم الملح المدعم ب «اليود» للوصول إلى الهدف النهائي وهو جعل المملكة خالية من هذا المرض. وأشار التعميم إلى أن وزارة الصحة ممثلة في الإدارة العامة للتغذية، ستُخضع هذا المرض للدرس من أجل الوصول إلى حلول للحد من انتشاره بين طلاب وطالبات المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. من جهته، أكد مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود ل «الحياة» أن الحملة التي ستنفذها وزارة الصحة ممثلة في الإدارة العامة للتغذية ستكون على مستوى المملكة، وأضاف: «لا توجد نسب تحدد مدى انتشار المرض حتى الآن». وأوضح باداود أن من أهم الأسباب المؤدية إلى المرض الأنظمة الغذائية الموجودة الآن مثل الوجبات السريعة، إذ تسببت في فقدان عنصر «اليود» في وجبات الأطفال، مشيراً إلى أن أهم أهداف الحملة هو توعية المواطنين بأسباب المرض وطرق علاجه. من جانبها، أوضحت استشارية طب المجتمع ورئيسة قسم التوعية الصحية في إدارة الصحة العامة بمديرية الشؤون الصحية في محافظة جدة ورئيسة لجنة التثقيف الصحي في مجلس المحافظة الدكتورة منيرة بلحمر، أن مرض «العوز» يُعرّف بشكل عام على أنه النقصان الذي يؤدي إلى ظهور أعراض سريرية (إكلينيكية)، لافتةً إلى أن استخدام كلمة «العوز» أفضل من كلمة النقص، إذ إن النقص قد يعني خفضاً بسيطاً عن المعدل الطبيعي وقد لا تكون له آثار سيئة ظاهرة على صحة الإنسان. وأضافت: «إن نقص اليود يمثل خطورة في حالات معينة، منها الحمل والرضاعة والطفولة والمراهقة، أي في فترات الحياة والنمو السريع، إذ يتم امتصاص «اليود» بسرعة، كما أن نقص عنصر «اليود» يؤدي إلى زيادة الإعاقة الذهنية والبدنية وتأخر النمو العقلي، وخفض نسبة الذكاء وضعف التحصيل الدراسي لدى الإنسان، وخصوصاً الأطفال في مراحل نموهم». وأشارت بلحمر إلى أن نقص «اليود» أثناء الحمل يؤدي إلى إجهاض الحامل أو موت الجنين أو إلى تعرضه لمشكلات عند الولادة. ونقلت عن بعض الأبحاث «أن القدرات الإدراكية والحركية للأطفال (في المرحلة العمرية من 10 إلى 12 سنة) المولودين من أمهات عانين نقصاً في «اليود» أثناء الحمل كانت أقل من الطبيعي، ما يؤكد أن قلة «اليود» وخفضه أثناء نمو الجنين يمثل مخاطر صحية ونتائجه سلبية على المدى البعيد، أما بالنسبة للرضيع فيصبح نموه العصبي غير كاف، وبالتالي يتعرض للتأخر العقلي». وأضافت: «يمكن للأعراض المصاحبة لذلك أن تظهر متأخرة جداً، ما يؤخر العلاج البديل ويزيد من حدة المضاعفات، وأما إذا كان النقص في أثناء مراحل الطفولة أو المراهقة والبلوغ، فإن العلامات تظهر بصورة واضحة في الغدة الدرقية التي يتضخم حجمها، وتظهر أعراضها بوضوح في أشكال متعددة منها التعب السريع، قلة النشاط العام، الكسل والخمول، فقدان الذاكرة، الضعف، زيادة الوزن، الإمساك، العصبية والقلق، سقوط الشعر، جفاف الجلد، وغيرها من العلامات التي تلفت الانتباه إلى الغدة الدرقية». وشددت بلحمر على وجوب اتباع نصائح اختصاصيي التغذية بتناول جميع أنواع الأغذية البحرية بلا استثناء لاحتوائها على «اليود» خصوصاً أسماك التونة والسردين والسالمون، ويوجد «اليود» أيضاً في بعض الفواكه مثل الأناناس والمشمش، وبعض الخضراوات مثل الخس واللوبيا والفجل واللفت، معتبرةً أن الملح المضاف إليه «اليود» من أهم المصادر الغذائية ل «اليود» في هذه الأيام. ... وتناول العناصر الغذائية المفيدة أبرز الحلول