كي تعرف أنك بلغت القمة عليك اختبار التنحي عنها، هكذا بدا المشهد الهلالي مع انطلاقة الموسم الرياضي الحالي، فحامل لقب الدوري العام الماضي الذي لم يخسر أياً من مبارياته، الذي حسم المنافسة قبل نهاية الدوري بجولتين، لم يستطع المحافظة على نظافة سجله إذ خسر في ثاني لقاءاته أمام المتصدر الشباب.غيرت إدارة الهلال كامل طاقم لاعبيها الأجانب واستعانت بالمدرب الألماني توماس دول في خطوة لاقت سخطاً إعلامياً وجماهيرياً واسعاً بحكم أن الوافد الجديد لا يحمل في تاريخه المهني ما يشفع له بتقديم إضافة للفريق، خسارة واحدة كانت كفيلة بفتح الملفات الزرقاء كافة، إذ عانت إدارة الفريق من غضب الجماهير التي اتهمتها بالتفريط في الأجانب والاستعانة ببدلاء أقل مستوى، إضافة إلى إعارة المهاجم ياسر القحطاني لنادي العين الإماراتي، كما تغنت كثيراً بأيام المدرب السابق إيرك غيرتس. في الهلال تكفي هزيمة واحدة لتغيير طريقة تعاطي الجماهير مع فريقها، إذ لم يشفع للمدرب الألماني نجاحه في تحقيق 9 انتصارات متتالية، وفي مناسبات كبيرة، إذ تخطى الأهلي برباعية نظيفة وألحق به النصر بثلاثية، ولم يخسر بعدها، فعاد الهلال للصدارة لكن شيئاً لم يتغير ارتفعت أصوات المطالبين برحيل دول زاد الحنق بعد أن تعادل الفريق مع مضيفه التعاون ما أضاع الصدارة. تجاوبت الإدارة مع جماهيرها فأبعدت المدرب الألماني، وكلفت مدير الفريق سامي الجابر بمهمته خلال مباراتين قبل أن يحضر بديله التشيخي إيفان هاسيك، ظهر «الأزرق» فانتصر في جميع مبارياته متخطياً النصر والاتحاد في مناسبتين والاتفاق في نهائي كأس ولي العهد، التي ظفر بها للمرة الخامسة في تاريخه، ما أقنع الإدارة الهلالية بالحفاظ على كامل لاعبيها الأجانب من دون تغيير. واليوم يتخلف الهلال عن المتصدر الشباب بأربع نقاط وثلاث تفصله عن الوصيف الأهلي، فيما تنتظره 6 مباريات حاسمة يحتاج إلى الفوز في معظمها، وانتظار نتائج نظرائه قبل أن ينجح في تحقيق اللقب، وبمتابعة نتائج الهلال في الدور الأول يمكن القول إن هذه اللقاءات الست لن تكون صعبة بالنسبة إلى الفريق، خصوصاً أنه هزم الفرق ذاتها من دون صعوبة تذكر. لكن رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد علق على وضع فريقه في الدوري بالقول: «لقب الدوري بات في يد الآخرين اليوم علينا أن ننتظر نتائج الخصوم، لذا من الصعب أن أعد الجماهير بالمحافظة على الدرع، لكننا سنقدم كل ما بوسعنا للظفر به».