بدأت حملات انتخابية غير معلنة في حركة «فتح» استعداداً للمؤتمر العام السادس الذي سيعقد في الرابع من الشهر المقبل. وأخذت شخصيات قيادية في الحركة بتنظيم جولات ميدانية وزيارات للمحافظات تعقد خلالها محاضرات ولقاءات عامة مع ناشطي الحركة في محاولة لاستمالة اعضاء المؤتمر الذين سيقررون من سيجلس في مقاعد الهيئات القيادية العليا للحركة (اللجنة المركزية والمجلس الثوري) للسنوات الخمس المقبلة. وفي هذا الصدد، ظهر عدد من السفراء في جولات ميدانية، منهم السفيران في القاهرة نبيل عمرو وبيروت عباس زكي. وواجهت حركة «فتح» صعوبات كبيرة في تحديد مكان عقد المؤتمر العام وزمانه وعضويته، لكن قوة الدفع الداخلية من الكادر المتعطش لإجراء تغييرات في الهيئات القيادية للحركة التي لم تشهد اية تغييرات منذ 20 سنة، ادّت الى توافق واسع على عقده في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية في ذكرى ميلاد مؤسس الحركة ياسر عرفات. وواجه الداعون الى عقد المؤتمر في الداخل صعوبات، في مقدمها معارضة عدد من اعضاء اللجنة المركزية عقده في «مناطق خاضعة للاحتلال». لكن قوة الدفع الداخلي ادّت الى تجاوز اللجنة المركزية واتخاذ قرار بالأمر في المجلس الثوري. ويعارض عدد من اعضاء اللجنة المركزية للحركة، في مقدمهم امين السر فاروق القدومي، اتخاذ القرار من المجلس الثوري، متمسكاً بأحقية اللجنة المركزية في اتخاذ القرار. لكن صوت هؤلاء بات يمثل اقلية ضئيلة في الحركة المندفعة بقوة كبيرة نحو عقد المؤتمر والتغيير. وكان اعضاء في اللجنة ناصروا القدومي في دعوته الى عقد المؤتمر في الخارج، كل بحسب دوافعه، لكنهم اضطروا الى تغيير مواقفهم مجاراة للتيار الداخلي الجارف في الحركة نحو عقد المؤتمر في الوطن. ولم تسجل في الاجتماع الاخير للمجلس الثوري الذي اتخذ قراراً بعقد المؤتمر العام في الوطن، معارضة سوى عضوين في اللجنة هما نصر يوسف وصخر حبش. وما زال القدومي يرفض المشاركة في المؤتمر في حال عقده في بيت لحم. وذكرت مصادر مقربة منه انه يعد لعقد مؤتمر موازٍ في الخارج. وتوقعت مصادر في قيادة «فتح» ان يؤدي تمسك القدومي برأيه الى انشقاقه وخروجه من الحركة. وقالت مصادر مطلعة في «فتح» ان قيادة الحركة حاولت إقناع القدومي بعدم معارضة عقد المؤتمر في الداخل، وتعهدت له مواصلة اعتباره شخصية اعتبارية في الحركة بعد المؤتمر، كما تعهدت مواصلة دفع مصاريف مكتبه في العاصمة التونسية، لكنه رفض وتمسك برأيه. وحدد المجلس الثوري عضوية المؤتمر العام المقبل الذي يحمل اسم «مؤتمر الشهيد المؤسس ياسر عرفات»، ب 1550 عضواً. وقال مسؤول التعبئة والتنظيم في الحركة احمد قريع ان لجنة من 11 شخصاً شكلت لمتابعة التحضيرات الدقيقة لعقد المؤتمر، مضيفاً ان لجان مساندة ستشكل قريباً، منها لجنة الاعتراضات والطعون التي ستستقبل الاعتراضات على عضوية المؤتمر. وتابع ان السلطة بدأت في العمل على تسهيل وصول الأعضاء من غزة والخارج. ويتوقع ان يقود المؤتمر الى تغييرات جوهرية في الهيئات القيادية للحركة، خصوصاً في اللجنة المركزية التي تضم 21 عضواً، علماً ان عدداً من أعضائها يعاني من أمراض شيخوخة تحول دون اعادة انتخابه في المؤتمر. ويتوقع ان يتصدر القائد «الفتحاوي» الاسير مروان البرغوثي الهيئة القيادية المقبلة.