لاكويلا (ايطاليا)، واشنطن - رويترز، أف ب - أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس ان قادة مجموعة الثماني أجمعوا على ان الانتعاش الاقتصادي الكامل لا يزال بعيداً وأن الوقت مبكر الآن للبدء في تقليص إجراءات الإنعاش. وقال: «فيما تتحسن أسواقنا، ويظهر أننا تجنبنا انهياراً عالمياً، نحن نعلم ان كثراً لا يزالون يعانون». وأضاف: «ولذلك اتفقنا على ان الانتعاش الكامل لا يزال بعيداً، وأن من المبكر البدء في تقليص خطط الإنعاش، وأن علينا ان نواصل دعمنا لهذه الخطط لإرساء أسس لانتعاش قوي ودائم». وجاء كلام أوباما فيما أظهرت بيانات حكومية أميركية ان العجز التجاري في الولاياتالمتحدة انخفض في شكل مفاجئ إلى 26 بليون دولار في أيار (مايو) الماضي، وهو أدنى مستوياته منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 1999 مع ارتفاع الصادرات على رغم ضعف الطلب العالمي وانكماش الواردات. وأعلنت وزارة التجارة الأميركية ان الصادرات زادت بنسبة 1.6 في المئة إلى 123.3 بليون دولار، في حين تراجعت الواردات بنسبة 0.6 في المئة إلى 149.3 بليون دولار. افريقيا وفيما خصصت قمة لاكويلا يومها الأخير أمس للعلاقة بين الدول الغنية والدول الفقيرة، أعربت رئيسة ليبيريا ألين جونسون سيرليف عن أملها بأن يؤكد أوباما خلال زيارته غانا مطلع الأسبوع المقبل اهتمام الولاياتالمتحدة بأفريقيا ونيتها المشاركة في تنميتها من طريق التجارة والاستثمار. وأكدت في مقابلة أجرتها معها وكالة «رويترز»، ان رسالة أوباما ستكون مهمة في وقت تهدد أزمة المال والكساد بتقويض إنجازات اقتصادية تحققت على مدى عقود في أفريقيا، ووسط مخاوف من ان المانحين لن يفوا بتعهداتهم في شأن المساعدات. وأملت أيضاً بأن يتناول أوباما حاجة أفريقيا الشديدة للاستثمار في الطرق والسكك الحديد والكهرباء، وهي القطاعات التي قيدت جهود التنمية والتجارة بين الدول الأفريقية. ودعت الولاياتالمتحدة إلى زيادة ضمانات الاستثمار للشركات الأميركية، التي تنتظر العمل في أفريقيا، مشيرة إلى دور الصين المتزايد فيها وحماستها للأعمال. ولتأكيد وجهة نظرها، قالت ان «بنك التصدير والاستيراد» الأميركي قدم 400 مليون دولار في 2007 كضمانات للشركات الأميركية، التي تستثمر في أفريقيا، في حين قدمت «هيئة التصدير والاستيراد» الصينية في العام ذاته 13 بليون دولار كضمانات للشركات الصينية التي تعمل في القارة. وقال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني ان مجموعة الدول الثماني طلبت من هيئات دولية دراسة سبل للتدخل في أسواق النفط لمنع المضاربة. وأضاف في مؤتمر صحافي أشار خلاله أيضاً إلى ارتفاع أسعار الحبوب: «عبرنا أيضاً عن عدم رضانا في شأن عودة المضاربة عالمياً. فعلى رغم انخفاض استهلاك النفط بنسبة واحد في المئة مقارنة بالعام الماضي، ارتفعت أسعار النفط من 30 دولاراً إلى 70 دولاراً للبرميل». أوروبا - الصين وروسيا وأفادت وثيقة رسمية بأن الاتحاد الأوروبي يعتزم وقف الرسوم لمكافحة الإغراق المفروضة على الواردات من انابيب الصلب والحديد الصينية، التي تشكل نحو 50 في المئة من السوق الأوروبية. وأظهرت ان المفوضية الأوروبية التي تراقب السياسات التجارية لدول الاتحاد ال27، ستقدم هذا الاقتراح في اجتماع للمسؤولين التجاريين الحكوميين في 28 من الشهر الجاري. وكانت بروكسيل فرضت هذه الرسوم لستة أشهر في نيسان (ابريل) الماضي، وتبلغ نسبتها 25 في المئة من سعر الواردات من بعض انواع انابيب الصلب والحديد الصينية، خصوصاً تلك المستخدمة في قطاع الإنشاءات. وأعلن احد ابرز مستشاري الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، اركادي دفوركوفيتش، على هامش قمة «مجموعة الثماني» في إيطاليا، ان روسيا قد تسعى مجدداً الى الانضمام الى منظمة التجارة العالمية، بصفة فردية وليس في شكل اتحاد جمركي مع بيلاروسيا وكازاخستان. وأضاف: «ستجري روسيا مفاوضات حول انضمامها وحدها الى منظمة التجارة العالمية... وتظهر المفاوضات ان انضمام اي اتحاد جمركي الى منظمة التجارة العالمية عملية صعبة وتستغرق اعواماً. نتيجة لذلك هناك سيناريو آخر يقضي بانضمام مواز لثلاث دول اعضاء في الاتحاد الجمركي، على ان تنسّق مواقفها وتدخل الى منظمة التجارة العالمية في الوقت ذاته». ولفت الى ان «هذا السيناريو يجب ان يكون موضع قرار رسمي... والمهم هو ان روسيا تريد الانضمام الى منظمة التجارة العالمية سريعاً، لكن وفقاً لشروط تناسبها».