على رغم إعجابي المفرط بقتالية وروح اللاعب الهلالي رادوي ورؤيتي له على أنه أفضل لاعب أجنبي وطأت قدماه الملاعب السعودية، وأنه الوحيد الذي يستحق كل ما دفع فيه من مال، إلا أني وجدت نفسي أردد: زودتها يا رادوي، بعد أن التقطت الكاميرا تعمده ركل لاعب الوحدة وبعنف مبالغ فيه، وكأنه ينتقم لنفسه ويأخذ حقه بيده بعد أن نامت الأعين عن غيره واستيقظت عليه مفتوحة، وعلى رغم كل الخشونة المركزة عليه واستهدافه من كل اللاعبين الذين يقابلهم الهلال، إلا أنه يفترض منه الحكمة، وهو اللاعب المحترف الدولي الذي لديه دراية في كيفية التعامل مع هذه المواقف وسط الميدان فهو قائد ميداني أكثر منه مجرد لاعب. كلنا نكره الخشونة والعنف وشتان بينهما وبين اللعب الرجولي. وكلنا يتألم من منظر اللاعب المصاب وهو يتلوى على الأرض. وكم دمعت أعيننا عندما كاد بعض اللاعبين يلفظون أنفاسهم جراء دخول عنيف عليهم، ولكن أن يتم التركيز على رادوي لمجرد أنه هلالي، فذلك أمر متوقع واعتادت عليه الجماهير الزرقاء من قبل من يلعبون على وتر المصلحة العامة. وليس تفاريس منا ببعيد فقد كان الجزار والمجرم وكم من المقالات سطرت ضده تطالب بشنقه وطرده من الملاعب السعودية، لأنه بزعمهم يشوه اللعب النظيف وهو الآن في الشباب من دون أن يواجه المعضلة نفسها ولا يعلم متى أخذ كرتاً ولا أيان طرد. بل لم يعد الحكام يركزون عليه كثيراً فبمجرد تركه للهلال أنتهى كل شيء. مذ حل رادوي في ملاعبنا وسجل أول أهدافه بدأت حملة يقودها الإعلام وسلاحها لاعبو الأندية الذين يدخلون وخيرهم خيرهم من استفزه أو تسبب في طرده. وكم من أكف صفقت فرحاً لذلك الآن هم ذاتهم يتناسون هزائمهم وابتعادهم عن المنافسة، ويتعلقون ببطولتهم السنوية (إبعاد رادوي عن الهلال أكثر عدد ممكن من المباريات) ويتباكون على الروح الرياضية ومن لاعبيهم من يفعل أكثر ولا عين رأت لا من حكام ولا من انضباط أو فنية، حتى المباريات الودية تحولت إلى مصارعة وخنق ووجد لاعبوهم من يدافع عنهم ويسبغ عليهم كل صفات الوداعة والبراءة، بل ويتهم الإعلام بتضخيم الأمور، وغير هؤلاء كثير من اللاعبين نجوا بقدرة قادر من أي عقوبة على رغم أن لهم الكثير من اللقطات المشابهة ما يدينهم وبشكل كبير. ما يحدث لرادوي هو أيضاً تضخيم لفرض ما يتمنون من عقوبات وربما تخترع لأجل الضغط الإعلامي الكبير الذي يقوده هذه المرة رؤساء الأندية. يدعون أنهم مؤتمنين كما ادعى غيرهم في طرد صاحب القميص ولكنهم في الحقيقة يعترفون بضعفهم وبقوة الهلال، لذا كل ما يجري لرادوي ليس إلا بحثاً مضن عن أي طريق سالك من خلاله تستطيع أنديتهم هزيمة الهلال أو إبعاده عن المنافسة وما علموا أن الهلال مختلف فإن غاب رادوي هناك ألف رادوي. [email protected]